لا تزال آثار المعارك التي دارت خلال الأيام الماضية تلقي بثقلها على كل المناطق اللبنانية التي لا تزال تشهد تجاوزات تمس المواطنين في حياتهم وممتلكاتهم وأرزاقهم، في مقابل محاولة القوى الأمنية الرسمية إعادة صورتها لدى المواطنين كحامية لهم ومرجع لشكواهم، وقد سجّلت قوى الأمن الداخلي عدداً من الحوادث كان أبرزها إصابة حسن ق.، أحد مسؤولي الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة السفري البقاعية، بجرح في يده اليمنى بعد تعرضه لإطلاق نار عندما كان يقود سيارته على طريق عام بعلبك ـــ رياق. وقد تحدّثت تقارير أمنية رسمية عن أن مطلقي النار كانوا يستقلون سيارة مرسيدس، فرّوا إلى جهة مجهولة.وأمام فصيلة بئر حسن ادعى ناصر ع. أن كلاً من م. م. ون. ز. وشاباً ثالثاً لا يعرفه، أحرقوا في منطقة الحرش ـــ صبرا منزله ومنزل شقيقه المعاون في الجيش محمد ع. عندما لم يكن أحد من عائلتيهما داخل المنزلين صباح أول من أمس. وذكر المدّعي أن من ادّعى عليهم ينتمون إلى حركة أمل. وفي صور قطع مجهولون ليل 12ـــ13 الجاري كابلاً يصل بالجهاز المركز على دار الإفتاء السنّي في شارع أبو ديب.
وأمام فصيلة البسطا، ادّعى وسام م. أن مجهولاً رمى مادة مشتعلة على مدخل نادي الهلال الرياضي في شارع المأمون بالبسطا، مما أدى إلى حدوث أضرار مادية قدرت قيمتها بنحو ألف دولار أميركي.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة المال في بيان صدر عنها أمس «أن موظفيها تعرضوا خلال اليومين الماضيين لمضايقات من قوى الأمر الواقع المنتشرة في محيط مقار عملهم، لا سيما تلك الواقعة في شارعي بشارة الخوري ورياض الصلح في بيروت». وطالبت وزارة المال الجيش وقوى الأمن الداخلي بحماية الإدارات العامة والحفاظ على سلامة موظفي الدولة والمواطنين».
ومقابل هذه التجاوزات، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً قالت فيه إن الظروف الأمنية الراهنة «حملت اعتداءات على حياة الناس وممتلكاتهم وكراماتهم، الأمر الذي يمكن أن يوصل الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه. وبهدف الوقوف على مشكلات المواطنين ومعالجة الحوادث الطارئة ضمن الإمكانات المتوافرة، أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أمراً فورياً إلى غرف العمليات في قوى الأمن الداخلي قضى بما يلي:
تتلقى غرف العمليات في قوى الأمن الداخلي في جميع المناطق اللبنانية شكاوى المواطنين، مهما كان نوعها، عبر خط النجدة 112، وتعمد فوراً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها بكل جدية ومتابعتها حتى الوصول إلى النتيجة المرجوّة.
تنظّم كل غرفة عمليات إفادة يومية بالشكاوى التي تلقّتها، تتضمن الإجراءات المتخذة والنتائج التي تم التوصل إليها، وتودع غرفة عمليات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
تنظّم غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي جدولاً إجمالياً بجميع الشكاوى، تمهيداً لرفعه لجانب وزارة الداخلية والبلديات، وسيصار إلى تعميم نسخة عنها إلى كل وسائل الإعلام.

مسروقات النائبين حوري والجراح

ولا بد من الإشارة إلى أن قوى الأمن الداخلي استمعت إلى إفادة النائب عمار حوري للوقوف على ما جرى في منزله يوم 8/5/2008، حيث أفاد النائب حوري بأن مجهولين دخلوا منزله في مار الياس ــ طلعة شحادة في اليوم المذكور وسرقوا من داخله مصاغاً ذهبياً لزوجته قدرت قيمته بنحو 125 ألف دولار، إضافة إلى مبلغ نقدي قدره خمسة آلاف دولار أميركي، فضلاً عن إطلاق نار على سيارات يملكها وتخريب محتويات المنزل. وقد قدر النائب حوري قيمة الأضرار اللاحقة بمنزله وسياراته والمسروقات بنحو 225 ألف دولار أميركي. وقد اتخذ النائب حوري صفة الادعاء الشخصي ضد مجهول.
أما النائب جمال الجراح، فذكر في إفادته لدى القوى الأمنية أن مجهولين سرقوا في اليوم ذاته من مرأب المبنى الذي يقطنه في منطقة تلة الخياط سيارتين يملكهما، الأولى من نوع جي أم سي قدر قيمتها بنحو سبعين ألف دولار أميركي، والثانية من نوع شفروليه مصفحة ضد الرصاص قدر قيمتها بنحو مئتين وعشرة آلاف دولار أميركي.
(الأخبار)