strong>الأكثريّة ترفض الحوار بشروط المعارضة وتطالب بأولويّة بحث سلاح المقاومة
الوفد العربي وصل عبر المطار فكيف جاء الجنرال الأميركي؟
من الدوحة إلى بيروت، وربما لاحقاً من بيروت إلى الدوحة، بدأت مرحلة جديدة من تقطيع الوقت بالمساعي، مع بروز مطالبة من هنا بالطمأنة وأولوية موضوع سلاح المقاومة، وحديث متجدد من هناك عن ضرورة التوازن في الحكم


فيما كانت الأنظار متجهة إلى اللجنة الوزارية العربية، والترتيبات المعلنة لموعد وصولها وكيفيته وجولتها على المسؤولين، خطوة بخطوة، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام خبرين، ذكرت في الأول أن قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، يرافقه وفد من القيادة والقائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون، زار وزير الدفاع الياس المر «وتم البحث في استكمال برنامج المساعدات للجيش اللبناني»، وفي الثاني أن ديمبسي زار قائد الجيش العماد ميشال سليمان «وتناول البحث سبل دعم الجيش»، وذلك دون ذكر أي تفاصيل عن موعد وصوله وكيفيته.
وكان الوفد العربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وعضوية: الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزراء خارجية الإمارات والأردن والمغرب والجزائر والبحرين وجيبوتي واليمن وسلطنة عمان، قد وصل إلى بيروت عند الثانية عشرة من ظهر أمس، على متن طائرة قطرية خاصة، حطّت أمام مبنى كبار الزوار على المدرج رقم 17، واستقبلهم على سلّم الطائرة وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ ووفد من الوزارة وسفراء بلادهم، ومدير المكتب القانوني للجامعة العربية في بيروت عبدالرحمن الصلح. ووسط تدابير أمنية مشددة أشرف عليها قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، توجه أعضاء الوفد إلى سيارات خاصة، كانت قد أعدّت لهم، في موكب كبير ترافقه دوريات للجيش وسيارة إسعاف للطبابة العسكرية في الجيش.
وفي المطار، أكد صلوخ، أن الوفد «يحمل أفكاراً تساعد على إيجاد الحل، وخاصة أنه يمثّل الجامعة العربية وكل الاتجاهات فيها». ورحب، رداً على سؤال، بالحوار، سواء في لبنان أو قطر ما دام «أن الهدف الأساسي هو جلوس القادة السياسيين اللبنانيين إلى طاولة الحوار للبحث في القضية اللبنانية». وشدد على أهمية إلغاء قراري الحكومة، معتبراً أن «التجميد والتسويف لا ينفعان».
والتقى الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري، لساعتين تخللهما غداء، وتلتهما خلوة بين بري وحمد، ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي التقط معهم صورة تذكارية، وقال للصحافيين «كل شيء خير»، كما التقى الرئيس أمين الجميّل والنواب ميشال عون ووليد جنبلاط وسعد الحريري، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وأبدى عون، بعد لقائه الوفد، الاستعداد لتسهيل مهمته، متمنياً ذلك من الأطراف الأخرى «حتى نتساعد جميعاً لإزالة الآثار التي ما تزال ظاهرة في الحملات الإعلامية وعلى الأرض». كما تمنّى «على البعض أن لا «يتغنّجوا» لأن الظروف صعبة وممكن أن تتحول إلى حالات أصعب إذا لم يفهموا أن التنازلات يجب أن تتم حتى نتوصل إلى حل يتناسب مع المصلحة الوطنية ويحترم حقوق الجميع». وقال إن التصرف السابق للحكومة «يجب أن يتوقف انطلاقاً من نظرة جديدة للتوازن في الحكم، ولدور كل طرف، وفقاً للميثاق والدستور اللبناني، هذه هي الطريقة الأمثل للوصول إلى نتيجة حاسمة». وتوقع «مداخلات خارجية كثيرة، لا تتمنى لهذه اللجنة النجاح، لكن سنضع كل جهودنا كي تنجح».
وإذ أشار الجميّل إلى وجود مجموعة من البنود على جدول أعمال الوفد، طالب بأن يكون البند الأول هو «معالجة القلق الذي أثاره هذا العمل الجنوني الذي حصل في بيروت وترك جرحاً بالغاً عند الناس، والذي يستلزم وقتاً للمعالجة». وكشف أن الشيخ حمد اقترح عقد مؤتمر أو لقاء في الدوحة «لاستكمال البحث ومحاولة الخروج بحلول نهائية»، وأعلن ترحيبه بهذا الاقتراح. كما كشف أن مباحثات الوفد تتركز على شقّين: معالجة الأزمة الراهنة وفتح المطار وانسحاب المسلّحين والتطبيع بعد الحوادث الأخيرة، والثاني هو بنود المبادرة العربية. وأعلن أن الموالاة لا تقبل البدء «بأي بحث قبل أن نتأكد من أن هذه الأحداث لن تتكرر». واتهم المعارضة بأنها لا تملك «إلا الطروحات السلبية،
كلها تهديد».
وقال جعجع إنه لمس «مقاربة موضوعية» من الوفد، معلناً معارضته للحوار خارج لبنان أو «تحت ضغط التهديد بالسلاح ولو كان بطريقة غير مباشرة»، أو حصره بمطالب المعارضة، مشدداً على أولوية بحث «علاقة حزب الله بالدولة».

مصير الاعتصام رهن بتصرّفات الحكومة

وترافق بدء مهمة اللجنة، مع حركة دبلوماسية غربية بارزة باتجاه عدد من المسؤولين اللبنانيين، فزار كل من سفير إيطاليا غبريال كيكيا والقائم بالأعمال التركي سيردار كيليتش، الرئيس أمين الجميّل، والتقى النائب سعد الحريري سفير روسيا سيرغي بوكين، كما استقبل الوزير ميشال فرعون سفيري كندا لوي دو لوريمييه وأوستراليا ليندال ساكس، فيما التقى الوزير متري سفير تشيلي بيدرو بارروس والقائم بالأعمال اليوناني بانوس كالوغيروبولس وسفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران الذي زار أيضاً جعجع، وأمل بعد اللقاء أن تنجح اللجنة العربية «في إيجاد حل للأزمة الحالية وإزالة كل العقبات لإعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي، بالإضافة إلى سحب كل المظاهر المسلحة ووقف المواجهات العنيفة، وبالتالي العودة إلى الحوار السياسي». وقال إن «فرنسا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي برمّته يترقبون ما يحصل اليوم في بيروت وما سينتج من بعثة الجامعة العربية، ونأمل أن تحقق النتائج المرجوة».
في المواقف الداخلية، تواصلت أمس محاولات الموالاة توظيف ما جرى، في إطار التصويب على سلاح المقاومة، إذ رأى النائب بطرس حرب أن استخدام هذا السلاح في الداخل «خطأ تاريخي كبير» جعله موضوعاً «يرتدي أولوية مطلقة في كيفية التعاطي مع وجوده ومع من يحمله، وكيفية المحافظة على الوحدة الوطنية والدولة اللبنانية الديموقراطية»، مطالباً بطرح هذا الأمر «على أي طاولة حوار». كذلك اعتبر النائب أنطوان زهرا «أن البحث في سلاح حزب الله أصبح من الأولويات، ولا سيما بعدما حاول الحزب تنفيذ انقلابه بقوة السلاح على الدولة والنظام العام في لبنان». وقال: «آن الأوان لأن يصبح هذا السلاح موضع حوار من أجل معرفة دوره بالتحديد».
لكن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي طالب اللبنانيين «بنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة»، رأى في رد غير مباشر على الحريري، أنه «لا يجوز اتهام المقاومة بشكل ارتجالي واعتباطي، لأننا قُتلنا مراراً وتكراراً وتشرّدنا من أكثر من مكان، ونحن لا نحتل بيروت ولا ننزح إليها، لأننا سنقاتل إسرائيل في كل مكان وتحت كل سماء، ولا نلتجئ إلى أحد ولا نطلب الرحمة من أحد، لأن من يقدّم الدماء ويموت وهو واقف لا يحتاج إلى من يحميه، سنبقى في الجنوب والبقاع الغربي، وسنسمع صوتنا للملأ لأننا سنقاتل عدوّنا في الميدان فداءً عن العرب والمسلمين، وسنموت في المعركة شرفاء وأبراراً».
وإذ ربط النائب نبيل نقولا مصير العصيان المدني «بتصرّفات الحكومة»، قال «إن المطمئن في اللجنة العربية هو وجود رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري وبعض الوزراء الحياديين»، إلا أنه اعتبر وجود موسى غير مطمئن بسبب «وجود تجارب غير مشجعة مع هذا الأخير الذي أظهر انحيازاً لفريق الموالاة». وتمنى النائب علي خريس النجاح للوفد العربي «من خلال قيامه بوساطة وعدم انحيازه لأي طرف، من أجل توحيد الموقف والعمل على تنفيذ المبادرة العربية». وقال: «ما زلنا نعلّق الآمال على القمة العربية والوفد العربي»، نافياً التشكيك في دور الوفد وواجبه «وخصوصاً أن مصلحة لبنان تقتضي الحوار والخروج من الأزمة الراهنة».
وفي إطار دعوة الجميّل إلى تحييد المناطق المسيحية، زار وفد من حزب الكتائب برئاسة النائب الثاني لرئيس الحزب سليم الصايغ، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وأفاد بيان عن اللقاء أنه طغى عليه «جوّ من التفاهم، وتأكيد ضرورة تجنّب الفتنة والانجرار إلى ما لا تحمد عقباه. كما اتفق الجانبان على ضرورة التنسيق والتواصل بين الكتائب وتيار «المردة» وكل الأحزاب المسيحية، بغية المحافظة على السلم الأهلي وإرساء جو من الحوار والتفاهم»، آملين أن «ينسحب ذلك على كل المناطق اللبنانية».
وزار وفد آخر برئاسة النائب الأول لرئيس الحزب شاكر عون، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر. وقال عون بعد اللقاء إن مبادرة الجميّل «لاقت تجاوباً منقطع النظير، وخصوصاً في الأمور الأساسية، مع إبقاء كل فريق على توجهه السياسي». وأضاف رداً على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بين الجميّل وعون: «ليس هناك حواجز مع أحد، وهذه الحواجز أسقطناها ولن نعترف بها، وهي لعنة بين اللبنانيين، ونحن متحررون من كل العقد ويهمنا تواصل اللبنانيين».

الانقسام بين فئتين والخاسرون والمنتصرون

وعلى الصعيد العام، تعالت الدعوات إلى تحكيم العقل والعمل على تجاوز الأزمة، فرأت «هيئة العمل التوحيدي» أن الظروف الحالية تستوجب وقفة الضمير والحكمة، مهيبة بجميع رجال الدين «توحيد كلمتهم، وأن يكونوا يداً واحدة لدرء الخطر المحدق بالوطن وبأهله».
ولاحظ رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، بعد لقائه ووفداً من اتحاد الرابطات المسيحية، رئيس حزب الكتائب، أن «الموالاة لا تستطيع في الوقت الحالي أن تحكم، ولا المعارضة تستطيع أن تحسم»، لذلك شدد على ضرورة «العودة إلى التفاهم والتوصل إلى تسويات متوازنة يرضى الجميع عنها، فلبنان لا يقوم على غالب ومغلوب». وحدد الأساسيات بعد إعادة الأمن والاستقرار بـ«المشاركة ثم المشاركة ثم التوازن، ثم احترام لعبة المؤسسات».
كذلك لفت «لقاء الهوية والسيادة»، إلى أن لبنان منقسم «حكماً إلى فئتين متنازعتين: فئة متسلّحة بشرعية دستورية صورية، خاوية من أي مضمون، تحكم بدستور الأمر الواقع، وفئة متسلّحة بمشروعية الأمر الواقع، تفتقر سلطتها إلى غطاء داخلي وعربي أو دولي جامع». ورأى أن هاتين الفئتين باتتا عاجزتين عن الحكم وعن إخراج البلد من المأزق، داعياً إلى «مؤتمر وطني عام، يعقد برعاية عربية ودولية، وبمشاركة جميع القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني».
وطلبت «الهيئة الشبابية للحوار الإسلامي ــــ المسيحي» من الجميع «موالاة ومعارضة، العمل على تهدئة النفوس»، معوّلة على دور رجال الدين «في تكريس الوحدة الوطنية وإزالة الأحقاد من النفوس وعدم اللجوء إلى لغة الثأر». كما دعت الوسائل الإعلامية إلى هدنة، وخصوصاً «عدم نشر الصور الشنيعة لما ارتكب في بعض المناطق».
وقسّم اتحاد الشباب الديموقراطي اللبنانيين بين خاسرين ومنتصرين، الأوائل هم: العلمانيون الذين خسروا بانكسار الخطوط الحمر لدى الطوائف، والديموقراطيون بسيادة العنف لغة، والمؤمنون بالمقاومة بتلقّي المقاومة ضربة قاسية عبر اهتزاز صورة المقاوم في أذهان الناس، التواقون إلى السيادة بتشريع التدخلات الخارجية، الفقراء بتغييب قضيتهم عن كل الساحات، والشباب ضحايا الحروب. أما المنتصرون فهم «الطبقة السياسية: المعارضة ربحت بأن أثبتت عدم مسؤولية الحكومة ورهانها على الخارج وبأنها عاجزة عن الحكم، والموالاة بأن أظهرت أن سلاح المقاومة هو مصدر تهديد لجزء من اللبنانيين». وختم مؤكداً التمسك بثوابت: مواجهة عدونا الخارجي وهو إسرائيل التي تجابه أولاً بقوة السلاح، مواجهة عدونا الداخلي وهو الطائفية ونظامها التي لا تجابه إلا بالتغيير الديموقراطي، مواجهة عدونا الدائم وهو سياسات التجويع والإفقار والاستغلال التي لا تجابه إلا بتوحيد الطبقة العمالية خلف مطالبها.
إلى ذلك، صدرت جملة ردود فعل على المؤتمر الصحافي للحريري، وعلى مذهبة الصراع، فسأل النائب السابق عدنان عرقجي الحريري «الذي يدّعي الغيرة على بيروت»، عما إذا كان يربطه بـ«بيروت غير المشاريع الاستثمارية وشركة سوليدير؟».
واتهمه بإثارة الحالة المذهبية «عبر استقدام رجال الدين والمفتين إلى شاشة تلفزيون المستقبل لتحريض بعض السنّة السائرين في ركاب 14 شباط ضد إخوانهم من السنّة والشيعة الذين رفضوا السير في المشروع الأميركي». واعتبر رئيس مركز بيروت الوطن زهير الخطيب أن «إصرار أحدهم على التبشير بالفتنة بين اللبنانيين، هو إعلان لنوايا مبيّتة لهم من الخارج يوظّف لها خوارج الداخل».
فيما شدد الشيخ هاشم منقارة على أن «خلفية الصراع سياسية بين من يريد الاستسلام ومن يريد المقاومة والتحرير»، متسائلاً عن «جدوى التحريض المذهبي الذي يمارسه البعض؟»، وأضاف: «على من تعلنون النفير؟ على من قاتل اليهود وأعوانهم ومن دعمهم؟».
وانتقد أمين سر «شبيبة جورج حاوي» رافي مادايان خطاب الحريري «الخاطئ الذي يدّعي النطق باسم الطائفة السنّية وبيروت في مواجهة المقاومة الإسلامية والوطنية التي لا تتكلم باسم الطائفة الشيعية، بل تحمل إرادة اللبنانيين والعرب في التحرر من الهيمنة الأميركية ــــ الإسرائيلية». ودعت «الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ورفض الاحتلال»، إلى «الابتعاد عن العصبيات والشحن المذهبي»، مؤكدة «أن بيروت وأهلها، مهما تنوّعت توجهاتهم، تبقى عاصمة العروبة والقومية». وتوجهت حركة المرابطون إلى الحريري بالقول: «إن معركة تحرير بيروت من ظلمك وأجهزتك، لم يقم بها حزب الله وحده، بل شاركت بها جميع القوى الوطنية والقوى الممانعة». وهاجم حزب التحرير الذين «يتترّسون بالمسلمين ليجعلوا منهم وقوداً لنار الفتن التي يشعلونها خدمة لأسيادهم المستعمرين».

سجال حريري ــ حزب الله

وأمس، حمل الحريري على بث قناة المنار شريطاً عن مجزرة حلبا، متهماً إياها بـ«تنظيم حملة تلفيق أخبار وبث سلسلة افتراءات وقلب وقائع مكشوفة»، و«باستثارة الغرائز والتحريض المنظّم ضد سماحة مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي وتصويره بأنه المسؤول عن الأحداث الأخيرة التي حصلت في عكار». واتهم الحزب القومي بأن مسلّحيه «بادروا إلى إطلاق النار من مركزهم باتجاه المواطنين العزّل الذين سقط العديد منهم شهداء وجرحى»، معلناً أنه «لدى تلفزيون «المستقبل» الأشرطة المصوّرة كاملة عمن افتعل الأحداث الدموية في عكار، كما في مناطق عديدة من بيروت، وهي الجهات نفسها التي أشعلت الفتنة في العاصمة وبقية المناطق، وقد امتنعنا عن بثّها إلى الرأي العام من أجل إخماد الفتنة التي أشعلها «حزب الله» بنفسه».
ورأى أن ما تبثّه المنار «لا يخرج عن التوجه الواضح والملموس لسياسة حزب الله»، وأنه يمثّل «تهديدات مباشرة بالقتل والاغتيال» لمفتي عكار، محذراً الحزب «من مغبّة التعرّض لسماحة مفتي عكار أو أي رجل دين في لبنان، أو أي من فاعليات منطقة عكار، أياً يكن الفاعل»، محمّلاً إياه «المسؤولية الكاملة والمباشرة عما يمكن أن يحصلورد الحزب لاحقاً، مستغرباً بيان الحريري، وقال: «لن تنفع النائب الحريري إثارته للعصبيات والتهويل على الناس في التغطية على أخطائه الفادحة وخياراته السياسية المكلفة، ومهما علا صراخه، فإننا سنقارع الحجة بالحجة، والموقف بالموقف، ولن ننجر إلى الفتنة ولا إلى تحريك الغرائز ولا إلى الأساليب الممجوجة التي تختبئ وراء حركة الشارع بأعمال بشعة وتنكيل»، مؤكداً أنه «لا يؤمن بالاغتيالات والصراعات المسلّحة في الشؤون الداخلية، وستبقى بندقيته موجهة إلى الصهاينة المعتدين، وهو وإن قام بإجراء محدود لحماية هذه البندقية المقاومة، فتاريخه وحاضره يشهدان أنه يتصرف بأخلاقية مع شركاء الوطن لأي فئة انتموا، ولا يلجأ إلى مؤامرات الكواليس في الليالي المظلمة، ولا يرتهن بأدائه للأجنبي». وختم آملاً من الحريري إعادة النظر «بهذا الأسلوب من الخطاب والتحريض»، وخاطبه: «فلنعمل جميعاً لإيصال لبنان إلى بر الأمان، فالناس بحاجة إلى ما يجمعهم لا إلى ما يفرّقهم».