strong>ساد الهدوء كل المناطق اللبنانية بعد تقدّم مسار الانفراج السياسي وانتشار الجيش وقوى الأمن الداخلي في الأحياء التي شهدت توتراً أمنياً. لكن هاجس الخوف دفع مواطنين إلى الاشتباه بسيارات وأشخاص وحقائب، وتعمل الشرطة على التحقيق في ذلك
تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع. وعاد الهدوء إلى كل المناطق منذ الأول من أمس، ولكن يبدو أن الهاجس الأمني لا يزال مسيطراً إلى حد كبير على المواطنين في بيروت والجبل والبقاع والشمال، وذلك بالنظر إلى الشكاوى التي وردت إلى غرف عمليات الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ السابعة من صباح يوم 15 أيار وحتى يوم أمس.
وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان قد تفقّد أمس قيادة الشرطة العسكرية في الريحانية حيث اطلع على أوضاع الموقوفين المدنيين والعسكريين، ثم اجتمع مع الضباط وحثهم على مواصلة الجهود لإنجاز التحقيقات المطلوبة بالسرعة القصوى، مثنياً على أداء المحققين وتقيدهم بالأصول القانونية خلال تنفيذ تحقيقات مختلفة اقتضاها عدد غير قليل من الحوادث، ما ساعد على تحقيق العدالة وطمأنة المواطنين.
أما بالنسبة إلى قوى الأمن الداخلي، فأكّد ضابط كبير فيها لـ«الأخبار» أمس أن جميع عناصر شرطة بيروت الذين يبلغ عديدهم 2000 شرطي متأهبون لخدمة المواطنين ومعالجة المشاكل التي تعترض أمنهم. وتؤازر الشرطة في مهامها دوريات الجيش حيث تدعو الحاجة. كما أكّد الضابط الكبير أنه لم تحصل في قوى الأمن أية خلافات بين الضباط والعناصر على خلفية الاحتقان المذهبي الذي يسود بعض أرجاء البلاد، بل إن الشرطة موحّدة ولخدمة المواطنين دون تمييز بينهم. وشدّد على أن «قوى الأمن ليست معنية بأية اعتبارات سياسية، وذلك طبقاً لمقتضيات القانون 17 الذي يحدّد عملها وصلاحياتها».

شكاوى المواطنين بالجملة

الشكاوى متعددة، سرقة، اعتداء، سلب مسلح، وخلافات وتضارب وغيرها وبلغ مجموعها لدى قوى الأمن 50 شكوى قسمت على الشكل التالي:
بيروت 7 شكاوى، جبل لبنان 22 شكوى، الشمال 10 شكاوى، الجنوب 5 شكاوى والبقاع 6 شكاوى. وكانت حالات الاشتباه «بسيارات مجهولة وأشخاص مجهولين وحقائب مشبوهة» لافتة.
البلاغات التي تم التحقق منها وتبين أن بعضها غير صحيح، انطلقت من بيروت حيث اشتبه بثلاث سيارات تعترض المارة: الأولى من نوع BMW سوداء اللون، والثانية جيب باجيرو، والثالثة رانج روفر. وجاء في الشكوى أن السيارات الثلاث لا تحمل لوحات وبحوزة الركاب أسلحة حربية. وبعد توجه دورية من قوى الأمن إلى المكان، تبين عدم صحة الخبر. كما ورد اتصال يفيد بتجمع عدد من الشبان في أحد شوارع بيروت بصورة مشبوهة، وتم تكليف رتيب تحقيق من فصيلة ميناء الحصن التحقق من الموضوع وعاد ليفيد بأن الوضع طبيعي ولا أحد في المكان المذكور. هذا وعثر على رمانات يدوية وذخيرة عملت فصيلة حبيش في رأس بيروت على رفعها من مكانها بعد الاستعانة بخبير متفجرات.
ومن بيروت إلى جبل لبنان، حيث اشتبه برانج روفر متوقف أمام محطة بنزين بالقرب من منزل أحد النواب، وعلى الفور توجهت دورية من مخفر ذوق مصبح، بالإضافة إلى خبير متفجرات، وتبين أن صاحبة الرانج من برج البراجنة وكانت في بلدة ريفون منذ الليلة الفائتة. واشتبه أيضاً بسيارة من نوع هيونداي مركونة أمام أفران العناية، سلّمها مخفر جونية لصاحبتها بعد استدعائها. هذا وتوجهت دورية من فصيلة جونية إلى مدرسة ذوق مكايل الرسمية بعدما وردها اتصال عن سماع أصوات متفجرات بالقرب من المدرسة، ليتبين أن بعض الاولاد كانوا يشعلون المفرقعات وغادروا قبل وصول الدورية. يضاف إلى ذلك بعض الشكاوى التي وردت إلى غرف عمليات المنطقة عن تعرض أحد الأشخاص للاعتداء الجنسي من مجهولين عدة مرات، وأشارت قوى الأمن إليه بوجوب التقدم بشكوى لدى النيابة العامة. كما وقعت عدة خلافات بين المواطنين في صحراء الشويفات وعاليه والنبعة وأنطلياس وغيرها.
وفي الشمال ورد اتصال عن قيام أشخاص مجهولين يستقلون سيارة من نوع مرسيدس بإطلاق النار من مسدسات حربية في التبانة باتجاه سوق الخضار، ونظمت دورية من فصيلة التبانة ومفرزة استقصاء الشمال محضراً للمتابعة. كما شوهدت امرأة تفتح عدداً من السيارات، حاملة كاميرا بيدها، تم توجيه دورية طوارئ إلى المكان وأوقفت الامرأة.
وضمن منطقة الجنوب، وجدت سيارة من نوع BMW متوقفة «بشكل مشبوه» قرب الثانوية الرسمية للبنان في صيدا، توجهت على الأثر دورية من الجيش إلى المكان وفتشتها وحجزتها. واشتبه بسيارة مرسيدس متوقفة أمام سنتر حراجلي في تبنين، توجهت دورية من فصيلة البلدة إلى المكان وكشفت على السيارة وحضرت صاحبتها إلى المكان وتسلمتها.
أما في البقاع، فاشتبه أهالي بلدة النبي انعام بوجود حقيبة إلى جانب الطريق، وكلّف مخفر بعلبك الكشف عليها وتبين أنها حقيبة مدرسية. كما اتصلت امراة بغرفة عمليات المنطقة وأفادت بوجود مسلحين بالقرب من منزلها في تعلبايا في سوق الثلاثاء، وبعد توجيه دورية إلى المكان، تبين أنه لا يوجد أحد. كما أفاد أحد المواطنين بحدوث إطلاق نار في بلدة علي النهري، وتبين أنه لا أحد في المكان المذكور. هذا وتوجهت دورية فوراً إلى أحد المصارف في المنطقة بعد انطلاق جهاز الإنذار، وتبين أن الموظفين لا يزالون داخل المصرف وأن الإنذار انطلق خطأً.
(الأخبار)