تتوقع القوى الطلابية عودة طبيعية للطلاب الجامعيين اليوم، بعدما أعطت توجيهاتها بتغليب الوعي، في انتظار تسوية الدوحة السياسية
فاتن الحاج
لن يلجأ الطلاب اليوم إلى أي استفزاز يولّد التصادم، بما أنّ الزعماء في الخارج يجلسون على الطاولة، والمرحلة تفترض حوار الكلمة، ثم إنّ الحضور إلى الحرم الجامعي أصبح أكثر إلحاحاً بعدما شارف العام الدراسي على نهايته، والامتحانات باتت على الأبواب. هذا هو الجو الذي حاولت أن تشيعه القوى الطلابية في المعارضة والموالاة عشية العودة إلى الدراسة بعد تعطيل قسري دام ثمانية أيام. أما القوى اليسارية والمستقلة، فأكدت عزمها على متابعة خطابها العلماني، بعيداً عن النفَس الغرائزي الذي أثبت عقمه تحت أزيز الرصاص وضجيج الطوائف.
وأقرّ اتحاد الشباب الديموقراطي «بخسارة العلمانيين بانكسار الخطوط الحمر لدى الطوائف، وتعميق المترسة وغياب الديموقراطية وسيادة العنف لغةً وتلقّي المقاومة ضربة قاسية عبر اهتزاز صورة المقاوم في أذهان الناس وتشريع التدخلات الخارجية من كل الجهات». من جهته، رأى مسؤول الجامعات الخاصة في قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي عطا الله السليم أنّ التعطيل برّد النفوس، مؤكداً أهمية الخروج بصيغ وطنية عابرة للطوائف، لأنّ ما حصل أكد صوابية عقم الطائفية.
أما أحمد قمح (قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب) فلفت إلى «أننا نسعى إلى إعادة بلورة خطابنا العلماني الذي بدأناه منذ مطلع العام الجامعي، تفادياً لانتقال ما حصل في شوارع بيروت والجبل إلى حرم الجامعات، حيث إنّ الطائفية لم تحمِ المقاومة».
ويتجه المستقلون في الجامعة الأميركية في بيروت إلى إصدار بيان في اليومين المقبلين يدين العنف بين اللبنانيين ويدعو إلى تحييد الطلاب عن الصراع السياسي. ويقول أحمد النقيب من مشروع مستقل «إننا نسعى إلى جمع الخلايا الحزبية حول نقاط مشتركة لتعزيز قيم المواطنية».
وبدت القوى الطلابية المعارضة متفقة على الابتعاد عن أي استفزاز يمكن أن يشعل النفوس المشحونة، فقد عمّمت التعبئة التربوية في حزب الله، بحسب مسؤولها المركزي يوسف مرعي، ضرورة العودة إلى الحياة الدراسية، بانتظار تسوية سياسية تنقل البلاد من الشحن إلى الحياة الطبيعية. من جهته، توقع مسؤول لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحر فادي حنا أن «يكون نهار اليوم طبيعياً، وطلابنا لن ينجرّوا إلى أي تصادم». وأوضح مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة أمل الدكتور حسن اللقيس «أنّنا عقدنا اجتماعاً لمسؤولي الجامعات في الحركة وأعطينا توجيهاتنا بالحضور إلى الحرم الجامعي من دون أي تحفّظ»، لافتاً إلى أنّ «الجو على الأرض ليس مهيأً لأيّ ردّ فعل، فالكليات ستتابع الامتحانات التي أرجئت من الأسبوعين الماضيين». وقال عميد التربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي: «غداً ستمارس الجامعات حياتها الطبيعية، وسنترقب التسوية في قطر».
ولم يختلف موقف القوى الطلابية الموالية، فهي أيضاً سعت إلى التهدئة، ولا سيما في الفروع الثانية، كما أكد مسؤول الإعلام والتنشئة والتنظيم في الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب القوات اللبنانية زاهي نوح، «وخصوصاً أنّ الزعماء يجلسون على الطاولة». وأكد مسؤول الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب الأحرار أندريه البعيني «أننا نضبط خلايانا في الجامعات ونحاول توجيهها إلى نشاطات ترفيهية لتنفيس الاحتقان». ويحمل طلاب الكتائب القلم ويمضون اليوم إلى جامعاتهم، بحسب رئيس مصلحة الطلاب في الحزب مارون زيدان، «فممنوع أي احتكاك بين الشباب، ودعوناهم إلى أن يبلعوا الموسى».
من جهته، أوضح الأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر «أننا طلبنا من مناصرينا الحفاظ على الهدوء وإعطاء الأولوية لتحصيلهم الدراسي»، نافياً «أن تكون هناك نية لمقاطعة المجمع الجامعي في الحدث كما يشاع، وسنتعامل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وخصوصاً بعد الأحاديث التي تأتي من هنا وهناك عن أنّ حزب الله انتصر في بيروت، والاشتراكيين انتصروا في الجبل».