تراجعت حركة إصدار النشرات في المجمّع الجامعي في الحدث، رغم بروزها في السنوات الأخيرة كجزء أساسي من العمل الطلّابي في المجمع
هاني نعيم

تكاد تنحصر الإصدارات الطلابية في المجمع الجامعي في الحدث بعدد من النشرات «الخجولة» التي يصدرها بعض الأحزاب، رغم وجود 15 ألف طالب في مختلف كليات المجمّع. فكليّة العلوم تمثّل الثقل الطلّابي في المجمّع، وقد برز فيها، في السنوات السابقة، عدد من المجموعات المستقلّة واليساريّة التي دأبت على إصدار نشرات دورية. وكان لهذه النشرات تأثيرها المباشر في الطلاب بسبب معالجتها لموضوعات مطلبية، لكنها بدأت تختفي من الكلية «لكون الطلاب الذين كانوا يهتمون بإصدارها قد تخرّجوا أو تركوا الكليّة بحثاً عن اختصاص آخر»، كما يوضح أحد الطلاب، فاقتصر التوزيع على نشرات غير دوريّة للحزب الشيوعي اللبناني، وواحدة «يتيمة» لحركة الشعب تناولت ذكرى الحرب الأهلية. كذلك برزت العام الماضي نشرة نصف سنوية تصدر عن مجلس فرع الطلاب بعنوان «نحنا». ولكنها توقّفت هذا العام
«لأنّه ليس لها أهميّة، ويوجد أعمال أخرى نقوم بها»، يقول رئيس المجلس علي عيسى. أما الطالب نضال صالح، فيرى أن النشرة توقّفت عن الصدور لأن عددها الأخير تضمّن استفزازاً لأحد الأطراف.
أمّا بالنسبة إلى النشرات الدوريّة التي لا تزال تصدر، فتنحصر بنشرة «بيّنات» التي توزّع كل جمعة داخل الكليّة من جانب المركز الثقافي الإسلامي التابع للسيد محمد حسين فضل الله، وهي تتناول مواضيع ذات توجيه ديني. كما يوزّع طلاب حركة أمل نشرة شهرية بعنوان «خير العمل»، «وبما أنّها تبتعد عن السياسة، فهي ناجحة»، يقول نضال صالح، وهو أحد المشاركين في إلاصدار، مشيراً إلى تجاوب الطلاب، «وخصوصاً أنّ طابعها علميّ وتتناول مشاكلهم الجامعيّة». ودفع هذا التجاوب فريق العمل إلى التفكير في توسيع النشرة.
أما في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، فلا نشرات ما عدا حلماً راود بعض طلاّب السنة الماضية، فجمعوا مواد النشرة، ولكن السنة الدراسيّة انتهت من دون أن تبصر النور.
بعيداً عن كلية الحقوق، لا يختلف الواقع كثيراً في معهد الفنون الجميلة. هنا تمخّضت عن اتحاد الشباب الديموقراطي نشرة، لم توزّع حتى الساعة، «المشاكل الانتخابيّة أخّرت ذلك، ونحن بانتظار حلّها»، يوضح أحد المشرفين على إصدار النشرة علي بصل. مواضيع النشرة منوّعة ما بين المقالات المطلبيّة ومقابلات خاصة مع الطلاب والأساتذة، إضافة إلى صفحة خاصة بفلسطين يحررها طلاب من النادي الثقافي الفلسطيني، وطبعاً هناك قسم خاص بالفن والثقافة.
في كلية الهندسة، تصدر حركة أمل نشرة «بيكار» الأسبوعية، ويقتصر فريق العمل على خمسة أشخاص، «هي مقبولة من جميع الأطراف، لأنّها غير مسيّسة»، يشرح محمد صالح من فريق عمل النشرة. تهدف هذه النشرة بالدرجة الأولى إلى التواصل مع الطلاب، واستقطاب المستقلّين، كما يقول صالح.
أما نشرة التعبئة التربوية التي كانت تصدر العام الماضي، فتوقّفت لأسباب عدّة، منها تخرّج جزء كبير من العاملين في النشرة. وفي هذا الإطار، يقول رئيس مجلس طلاب الفرع، مهدي نور الدين، إنّ نشاطات المجلس اختلفت هذا العام، «وكان التجاوب أكبر». ويرى نور الدين أنّ المعارض، والأفلام الوثائقية والدينية، والمحاضرات، أكثر تأثيراً من «الكلام الجاف»، «ونحن بصدد إقامة مجلة حائط، نصف شهرية، بعد الانتهاء من الامتحانات».
وفي الكليات الطبية تختفي النشرات، «لأن طبيعة الاختصاصات تأخذ كل وقت الطالب»، يوضح عضو مجلس الطلاب ملحم شمص. يذكر أنّ هذه النشرات هي بمعظمها عبارة عن ورقة بحجم A3، بالأبيض والأسود، وكلفتها متدنيّة «لأن الإمكانات قليلة»، كما تجمع كل الأطراف.