عبّر أهالي الجنوب عن فرحتهم بعيد المقاومة والتحرير، كل على طريقته. ففي حين أقيمت احتفالات مركزية في الخيام والنبطية وبنت جبيل وصيدا، شهدت العديد من القرى والبلدات احتفالات وندوات ومسيرات، على أن تختتم اليوم باحتفال مركزي ينظمه «حزب الله» في ملعب الراية ـــ الصفير ـــ حي الأبيض عند الساعة السادسة مساءً، ويتوقع أن يتحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.في باحة معتقل الخيام، نظم «حزب الله» حفل استقبال للمهنئين، وكان في مقدمهم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان على رأس وفد من مشايخ الدروز، ورؤساء بلديات ومفتي الخيام ومرجعيون الشيخ عبد الحسين عبد الله وعدد من الفاعليات. وكان في استقبالهم مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، الذي تحدث في المناسبة، فرأى أن أيار 2008 هو تتويج لعيد المقاومة بانتخاب الرئيس الجديد للبلاد قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وشدد على «أننا نجحنا في تفكيك الألغام السياسية، وانتصرنا على الفتن وعلى كل الذين حاولوا أن يطعنوا المقاومة في الظهر، فكانت المقاومة في أيار 2008 أقوى سياسياً وظهرها محمياً وليس أمام أميركا إلا أن تيأس».
بدوره خاطب أرسلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله: «نحن الدروز بني معروف جسم واحد معك، ولن نتغير ولن نتقلب ولن ننقل السلاح من كتف إلى آخر، إنما هذه الطائفة مؤتمنة على سلاح المقاومة وعلى سياستها وعلى قرارك وعلى مقاومتك». وقد تخللت حفل الاستقبال مسيرة كشفية لكشافة الإمام المهدي، وجرى أداء القسم من ثلة من مجاهدي المقاومة وهم بالزي العسكري.
وفي النبطية، أحيا «حزب الله» وأهالي المنطقة العيد في احتفال حاشد في قلعة الشقيف، رعاه نائب رئيس «التيار الوطني الحر» اللواء عصام أبو جمرة، وتخلله رفع العلم اللبناني على القلعة.
وتخللت الحفل كلمة لقاضي شرع صيدا المفتي الشيخ أحمد الزين، رأى فيها «أنه من المهم الحفاظ على سلاح المقاومة وحماية إنجازاتها، دفاعاً عن كل حبة من تراب لبنان وعن نقطة مياه من الليطاني إلى الأولي، لتكون المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني في الدفاع عن كل لبنان».
وألقى المسؤول التنظيمي لحركة «أمل» في الجنوب باسم لمع كلمة أعلن فيها «أننا ندخل على طريق الإصلاحات والوحدتين الوطنية والداخلية التي سعينا وما زلنا من أجلهما».
وألقى المسؤول السياسي لـ«حزب الله» في الجنوب حسن عز الدين كلمة أشار فيها إلى «أن الذي انتصر في الدوحة وفي لبنان هو منطق الصواب الذي كانت تنادي به المعارضة التي أدركت أن الانقسام لا يحل إلا بالتراضي والتفاهم على هوية البلد وسيادته واستقلاله».
وألقى اللواء أبو جمرة كلمة أكد فيها «أن المعارضة دائماً جاهزة لمقاومة أي تعديل وردع في الشكل المناسب والوقت المناسب بعد سريان شائعات مشوشة تثير قلق البعض بشأن احتمال تغيير ما تم الاتفاق عليه في قطر». بعد ذلك، رفع اللواء أبو جمرة والمفتي الزين العلم اللبناني عند سارية ضخمة أقيمت في محاذاة قلعة الشقيف وتطل على وادي الخردلي.
وفي بنت جبيل، احتشد عصر السبت الماضي الآلاف من المواطنين في الشارع الرئيسي للمدينة، حيث أقام «حزب الله» احتفال النصر والتحرير. النائب حسن فضل الله رأى في كلمة ألقاها بالمناسبة أن «لعيد التحرير هذا العام معناه الجيد، فهناك شهداء جدد انضموا إلى قافلة الشهداء المقاومين دفاعاً عن سلاح المقاومة وعيدها وانتصارها»، ورأى فضل الله أن «حرب تموز لم تنتهِ في 14 آب رغم أن إسرائيل هزمت وقتها ميدانياً، بل استمرت على المقاومة سياسياً من أميركا التي أرادت أن تحصد بالسياسة ما عجزت عنه في الحرب، فجاءت التطورات الأخيرة لتكرّس النصر».
وقرب بوابة فاطمة، نظمت حركة «حماس» مسيرة شعبية حاشدة لمناسبة الذكرى الستين لنكبة فلسطين، وتحت شعار حق العودة ورفض التوطين، ورفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ويافطات ولافتات بالعربية والإنكليزية تشدد على حق العودة. وسارت أيضاً مسيرة شعبية لبنانية قرب الخط الأزرق لمناسبة «عيد التحرير والمقاومة»، شارك فيها عدد من الأهالي، ورددت خلالها شعارات معادية لإسرائيل وأميركا، وهتفت من أجل دعم عودة الفلسطينيين إلى أرضهم، ونددت باستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي صيدا، أقام التنظيم الشعبي الناصري مهرجاناً جماهيرياً في ساحة الشهداء لمناسبة عيد المقاومة والتحرير والذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الأخوين محمود ونضال المجذوب.
وأكد رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أنه لا يقلق من تقسيمات قانون الانتخابات لعام 1960 أبداً، لأنه يثق جيداً بالتيار الوطني الديموقراطي في صيدا وعلى رأسه التنظيم الشعبي الناصري. وأضاف سعد: «في ذكرى المقاومة والتحرير نتذكر الشهداء والأسرى والجرحى، نتذكر شهداء المقاومة هنا في صيدا شهداء قوات الفجر، والتنظيم الشعبي الناصري وجيش التحرير الشعبي وشهداء القوى الفلسطينية في مواجهة الاجتياح الصهيوني. نتذكر محمود ونضال المجذوب وأبو فادي ياسين وإخوتهم ورفاقهم ممن استشهدوا على طريق المقاومة ليصنعوا ملحمة التحرير، كما نتذكر انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودورها في تحرير بيروت وصيدا وصور والجبل والنبطية مع أفواج المقاومة اللبنانية. وأحيي حزب الله الذي حمل الراية بكفاءة عالية وأنجز تحرير معظم الأراضي اللبنانية من العدو الصهيوني».
وكان بهيج المجذوب شقيق الشهيدين محمود ونضال ألقى كلمة أمل من خلالها في العهد الجديد ومن الحكومة المقبلة والرئيس العماد ميشال سليمان، وبعد مرور عامين على جريمة الاغتيال، أن ينال المجرمون عقابهم بعدما غفلت عنهم أيدي القضاء في الآونة الأخيرة.
وفي بلدة القنطرة، أحيت حركة «أمل» ذكرى العيد باحتفال حاشد أقيم في النادي الحسيني للبلدة، تحدث فيه كل من: رئيس بلدية القنطرة الحاج حسين حجازي، الشاعر عباس حجيج، والمسؤول التنظيمي لحركة «أمل» في إقليم جبل عامل محمد غزال،
وفي بلدة بليدا، أقيم احتفال حاشد حضره عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله الذي أكد أن المقاومة أعادت إنتاج الدولة بسلطتها ومؤسساتها على قاعدة التوافق والعيش المشترك.
وللمناسبة عينها أقيم احتفال كبير في بلدة الطيبة، حضره عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب الذي أكد على استمرار نهج المقاومة وبذل التضحيات في سبيل كرامة هذا الوطن وعزته، مشدداً على الوفاق والعيش المشترك بين جميع الأطياف.
وفي بلدة باريش أحيا حزب الله مناسبة التحرير باحتفال حاشد على وقع أنغام فرقة الولاية، تحدث خلاله عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ حسان مدلج ،فرأى أن المقاومة لا تعرف في قاموسها إلا الانتصارات، وذلك باعتمادها على الله وإرادة شعبها وسواعد مجاهديها.
وفي بلدة شبريحا، أقامت حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية احتفالاً بالمناسبة في النادي الحسيني للبلدة، تحدث فيه رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، القيادي في حركة أمل عباس عيسى.
وللمناسبة، زار وفد من «كتلة الوفاء للمقاومة» برئاسة رئيسها النائب محمد رعد كلاً من الرئيس إميل لحود في دارته في اليرزة. والرئيس الدكتور سليم الحص في دارته بعائشة بكار.
(الأخبار، وطنية)