strong>عمشيت تعيش نشوة الانتصار، تأبى النوم بعدما حضّرت نفسها منذ أيّام للعرس الكبير. وقد اجتمع أمس في ساحة الجيش في البلدة مئات المواطنين

عمشيت ــ جوانّا عازار
وفد أهالي بلدة عمشيت والبلدات المجاورة إلى ساحات عمشيت، التحفوا الأعلام اللبنانيّة وحملوا صور الرئيس ابن منطقتهم. عبر الشاشات العملاقة تابعوا وقائع الانتخاب فصفّقوا كل مرّة كان يلفظ فيها اسم ميشال سليمان خلال فرز الأصوات. التصفيق رافقته الزغاريد وإطلاق الرصاص والمفرقعات. وما إن أعلن انتخاب سليمان رسميّاً رئيساً للجمهوريّة، حتّى انفجر المحتشدون فرحاً فعقدوا حلقات الدبكة ووزّعوا الحلوى على الحاضرين وتبادلوا قبلات التهاني، وحُمل شقيق الرئيس، المختار غطاس سليمان، على الأكتاف، وأطلق 2190 بالوناً بعدد ولاية الرئيس سليمان العتيدة.
أمّا الاحتفال الرسميّ فقد بدأ بعد ذلك بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الوطن، تلته رقصات لفرق الزفّة، ألقى بعدها رئيس بلديّة عمشيت الدكتور أنطوان عيسى كلمة البلديّة فتحدّث عن «بلدة عمشيت التي، بعد عمر ألفي عام من وجودها، لا تزال تنجب العظماء»، متوجهاً إلى الرئيس سليمان قائلاً «اختارك الشعب رئيساً قبل أن تنتخب، لأنّك تربّيت في ضميره»، معاهداً إيّاه بأنّ لبنان يقف معه وقفة واحدة، قائلا «أبناء المنطقة زحفوا من القرى والبلدات، هم رمز الاعتدال والإنسانيّة يبغضون التعصب، إنهم يرونك شعباً تجلّى في رجل».
ثم ألقى كلمة رابطة مخاتير جبيل المختار جورج ضو، فهنّأ الرئيس وأبناء المنطقة قائلاً «إنّ انتخاب سليمان هو رسالة إلى كلّ العالم بأنّ لبنان لن يموت لأنّه أسطورة الإغريق وطائر الفينيق الذي ينهض من الرماد».
رئيس نادي عمشيت الدكتور رولان أسطفان ألقى بدوره كلمة قال فيها: «نحن في نادي عمشيت، ولو كنا جزءاً صغيراً من هذا النسيج الاجتماعي الكبير الذي اسمه لبنان، فإننا نشعر بخصوصية كبيرة في هذا اليوم التاريخي، نظراً للعلاقة التي تربط الرئيس سليمان بالنادي على امتداد عمر الاثنين، فقد انتسب إلى النادي رياضياً يافعاً ورافقه صديقاً وفياً، وهو اليوم يرمقه بعين الرعاية الكريمة، وهذه العلاقة، ولا سيما في الأعوام الأخيرة، ورغم حجم المسؤولية الواقعة على عاتقه، تعطي فكرة واضحة عن مدى اهتمام هذا الرجل بالفكر الإنمائي وتظهر ما يبديه من عناية بالشباب، وهو ما يجعلنا على ثقة بأنه سيقدم لهم ظروفاً أفضل فلا يعودون إلى الهجرة مجدداً، بل إلى الديار ليبنوا لبنانهم بعدما حققوا الإنجازات في كل أقطار العالم». تلتها كلمات وحفلة فنيّة أحياها عدد من الفنانين اللبنانييّن منهم غسان صليبا، عبير نعمه، نقولا الأسطا، مادونا... كما أطلقت البالونات في الهواء، فيما لم تهدأ البلدة، فجابتها المواكب السيّارة على وقع الأغاني الوطنيّة. ورفرت اللافتات ومنها «يا صاحب الحكم أعط الحقّ صاحبه وللعدالة كن سيفاً وميزاناً ــــ أعط الحكم لمن يرعى كرامته».
أمّا مدينة جبيل فأبت أن يمرّ انتخاب ميشال سليمان دون أن تحتفل على طريقتها. وهي تتحضّر بقوّة منذ إعلان اتّفاق الدوحة. وتلبية لدعوة بلديّة جبيل وعلى رأسها الدكتور جوزف الشامي وأعضاء المجلس البلديّ، تجمّع أهالي المدينة والقضاء في ساحة جبيل العامّة وسط السوق التجاريّة للاحتفال بانتخاب «ابن المنطقة البارّ» رئيساً.
الأعلام اللّبنانيّة وصور الرئيس سليمان زيّنت المدينة، وأضاء أبناؤها الشموع على أسطح منازلهم، فيما علّقت اللافتات في كلّ زاوية ومنها: «فخامة الرئيس سليمان ابق نسراً حرّاً طليقاً»،
«وحدة لبنان بقيادة سليمان»، «أنتم ضمان لوحدتنا وعزّتنا»...
وألقى رئيس البلديّة الدكتور جوزف الشامي كلمة تحدّث فيها عن عرس المنطقة، معلناً تدشين الساحة في جبيل وإطلاق اسم الرئيس عليها تقديراً لجهوده وحكمته ودوره في خلاص لبنان والعبور به إلى ميناء السلام.
وشملت الاحتفالات مختلف المناطق من الساحل والوسط والجرد في قضاء جبيل الذي لم ينم، بل ظل ساهراً على قرع أجراس الكنائس وأصوات المآذن.