سمية علي«السلاح اللي بيقتل بسينة لبنانية منّو سلاح شرعي هيدا سلاح بدو حرق»، هكذا يبدأ «الحوار» بين جيزيل ومايا التي صرخت في وجه صديقتها، مؤكدة أنّ السلاح هو النقطة المضيئة في تاريخ العرب، وقد حقق أوّل هزيمة لإسرائيل في 25 أيّار 2000. ثم تعود مايا فتسأل جيزيل: «هل كنتم مع السلاح قبل أحداث 7 أيّار؟».
تتنقّل المشادّات الكلامية بين طلاب كلية الإعلام ـــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانية، حتى بعد اتفاق الدوحة الذي أرسى بعض الهدوء بين الطلّاب واللبنانيين جميعاً. لكنّ النفوس لا تزال مشحونة، والعيون لا تستطيع أن تنسى ما شاهدت وعاشت في أسبوع. فتروي سندريلا، الطالبة في السنة الثانية، أنّه في أثناء هروبها وأسرتها من منزلهم الكائن في الشويفات، تعرضوا لإطلاق نار كثيف. تتوقف عن الحديث للحظة ثم تقول إنّها لا تستطيع أن تنسى، ومن فعل بهم ذلك لا يمكن أن يكون مقاومة!
على مدخل الكلية تلفت انتباهك لافتة صفراء كتب عليها العبارة الشهيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله: «بدأ زمن الانتصارات وولّى زمن الهزائم». تمرّ ميسون، الطالبة في السنة الثانية، وصديقتها أمام اللافتة، تتأمل في العبارة، تضحك وتؤكّد صدق ما تقرأ. فهي ترى أن أيار 2000 كان بداية الانتصارات، إلى آب 2006، وصولاً إلى أيار 2008 حيث نالت المعارضة ما تريد بالقوّة!
أمّا كفاح فيرى أنّ المقاومة أنجزت أوّل انتصار للعرب وأوّل هزيمة لإسرائيل في أيار 2000، لكنّها انقلبت لتصبح، على حدّ قوله، ميليشيا في أيار 2008 . يتدخل محمد فيقول: «إنّ بيروت سقطت تحت أقدام المقاومين، لبنان لن يكون إسرائيلياً، وسلاح الحزب سيبقى»، مشيراً إلى أنّه سيضرب كل من يتلفّظ بكلمة بشأن هذا السلاح!
لا يزال الطلاب على خلاف، رغم ما يحكى عن دخول الوطن مرحلة جديدة، مرحلة اختفت فيها مرادفات كانت رائجة مثل 8 و14، موالاة ومعارضة. فما حدث في 7 أيّار كان كبيراً. أكبر من أن ينساه هؤلاء الطلاب، أكبر من أن تنساه هدى، الطالبة في قسم الصحافة التي استشهد صديقها في الجناح، في ذلك الأسبوع الأسود من أيّار. أكبر من أن تنساه سندريلا التي كادت أن تموت وأسرتها. كان أيّار حافلاً، حرب واتفاق، وذكرى انتصار، وانتخاب رئيس... يقول حمزة، معلقاً: «هيدا لبنان ساعة أبيض، وساعة أسود، لازم نفهم اللعبة نحنا الطلاب ونعيش، لأنو ما في شي بيحرز!».