غادة نجارتبدأ معظم حالات العوارض بالظهور لدى المريض بعد 10 أيام إلى 30 يوماً من الإصابة بالعدوى، لكنها تظهر أحياناً بعد 7 أيام، أو ربما بعد عام كامل من الإصابة. أما نوعا الـP. Vivax والـP. Ovale، فقد يبقيان في حالة سبات داخل الكبد مدة تراوح بين الشهور والأربع سنوات، ولا تظهر عوارض المرض إلا حين تستيقظ الطفيليات وتخرج لتهاجم الكريات الحمراء في الدم. هذان النوعان من الملاريا هما المسؤولان عن الحالات الشائعة حيث يُشفى المريض تماماً بعد العلاج، ثم يعود إلى الانتكاس بعد بضع سنوات.
الأدوية المعالجة للملاريا والمعتمدة قديمة، إذ أظهرت بعض التنقيبات والدراسات أن قبيلة المايا التي سكنت القرى الأميركية والصينيون القدامى استخدموا أنواعاً محددة من الأعشاب لمعالجة ما كانوا يطلقون عليه اسم «الحمى الكبرى».
جرى تحديد طفيلي المرض عام 1880 على يد الدكتور ألفونس لافيران، فخلال عمله في المستشفى العسكري الفرنسي في الجزائر شاهد الطفيلي عبر الميكروسكوب في عيّنات دماء بعض المصابين، وقد نال لافيران جائزة نوبل للطب والفيزيولوجيا عام 1907 بسبب هذا الاكتشاف. ونال الدكتور رونالد روس الإنكليزي جائزة نوبل للطب عام 1902 إذ اكتشف عام 1897 أن أنثى بعوضة الـAnopheles هي حاملة الطفيلي وسبب إصابة البشر به.
وقد مثّلت مادة الـquinine العلاج الأبرز وبقيت كذلك حتى أعوام قليلة مضت، فإضافةًَ إلى مواد صناعية معادلة لها كالـResochine التي جرى تصنيعها لأول مرة في ألمانيا في الثلاثينات من القرن العشرين. و اكتشف الدكتور بول مولر في سويسرا عام 1939مادة الـDDT القاتلة للحشرات، فتم استخدامها في محاولة إبادة البعوض المسبب للملاريات وقد أعطت نتائج كبيرة في الحد من انتشاره وتكاثره.
يتركز هذا الوباء الذي هو بمعظمه في القارة الأفريقية إضافةً إلى أجزاء من آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية، وذلك يجعل 41% من سكان العالم عرضة له، وتُسجل سنوياً 350 إلى 500 مليون إصابة يموت منهم مليون مريض تقريباً معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل. لقد صارع الباحثون وما زالوا من أجل مواجهة هذا المرض ومعالجته فأدخلوا استخدام دواء آخر غير مادة الـQuinine وهو مادة الـArtemisia وما يعادلها صناعياً والتي تسهم في علاج الحالات التي يصبح فيها الطفيلي محصّناً أمام الـQuinine.
الوقاية من الإصابة بالملاريا من أهم الأسلحة حالياً لمعالجة المرض، وتقتضي الوقاية منه السعي إلى منع الاحتكاك بين البعوضة والإنسان، وذلك من خلال استخدام المبيدات واعتماد «الناموسية» حول السرير وتناول الدواء المناسب بالجرعات المناسبة وطوال المدة الضرورية. هذه الأمور يحددها الطبيب المختص بعد أن يجري الكشف عن حصول العدوى عبر الفحص المخبري الذي يحدد نوع الطفيلي.
يذكر أن البلدان التي تمّ التعاون فيها بين المؤسسات الطبية الحكومية ومؤسسات منظمة الصحة العالمية والمؤسسات المدنية المحلية استطاعت محاربة هذا المرض بشكل ناجح.