أمل ديباستعادت أمس جامعة البلمند حيويتها، وعادت إلى أجواء الاحتفال، بعدما مرّ وقت طويل على مقاطعة الأنشطة المتنوعة بسبب الأوضاع السياسية والأزمات المتلاحقة. فقد نظم مكتب الطلاب الأجانب مهرجاناً بعنوان «يوم التراث اللبناني»، احتفل فيه بالحرفيين اللبنانيين الذين «كادت تنقرض مهنتهم»، كما توضح ميراي طنوس من اللجنة المنظمة.
بدأ المهرجان عند الحادية عشرة، حين اكتمل معرض الحرفيين وأصبح كل منهم على استعداد لعرض مهنته. تنوعت الحرف فراح جورج عريرو يصنع أواني الفخار أمام أعين الطلاب الذين شهدوا على تحوّل الطين إلى إبريق ماء. إلى جانبه جلس زكريا حشيشو يدق النحاس ويصنع منه أدوات مطبخية وأواني للزينة. «هالصنعة كتير مهمة بس ما حدا سامع فيها»، يقول حشيشو. وفي إحدى الزوايا، تربع خضر على الأرض يحوّل القش إلى كرسي صغير وسلّة خضار. فخضر الذي يعمل في المهنة التي ورثها عن والده منذ خمسين عاماً، تحمّس للمشاركة في مهرجان البلمند الذي يتيح له أن يقابل جمهوراً من الطلاب ليريهم صنعته. واحتضنت زاوية «دار التراث» الأواني والكتب والتماثيل النادرة، إلى جانب عدد من الكتب لكتّاب وأدباء لبنانيين. رائحة الطعام انبعثت من قسم الزيتون والملح والمخللات. الطلاب تجمعوا في جناح القهوة ومناقيش الصاج والليموناضة وشراب التوت والحلويات اللبنانية.
عند الثانية عشرة والنصف، توقفت الموسيقى لوهلة معلنة بدء العرض. ثم عادت موسيقى الدبكة لترتفع، واعتلى الشباب والصبايا بأزيائهم التقليدية المسرح الخارجي، وأدوا رقصتي دبكة أمام الطلاب الذين تحمسوا وانضموا إليهم. وفيما وجد الطلاب في المهرجان فرصة لعودة الحياة إلى الجامعة، أكدت منسقة مكتب الطلاب الأجانب مايا النبتي «أنّ لبنان برهن أنه لا يموت، ونحن هنا لنقول إن التراث اللبناني لن يموت».
يذكر أنّ المهرجان ترافق مع الاحتفال الكبير بعيد الجامعة العشرين، حيث حضر مؤسس الجامعة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، ورئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم وعدد من المطارنة والأساقفة ومجلس أمناء الجامعة. وبعد الاحتفال في مبنى الزاخم، انتقل الوفد إلى الباحة الخارجية، وجال على المعرض، وشارك الطلاب فرحتهم في المهرجان.