فداء عيتانيلا يهم إن كان على 68 صوتاً أو على 118: السلطة هي السلطة، والإغراء لا يقاوم، ولا فرق بين أن تصل البلاد إلى انفراج أو إلى هدنة، أو نكسر الجرة بين السنة والشيعة، أو نردم هاوية من الأحقاد والافتراق، المهم الوصول إلى السلطة. لا فرق إن كانت المعارضة ستحوله إلى كيس ملاكمة، أو أن المعارضة ستتعامل بقفازات من المخمل وكؤوس من الكريستال مع زعيمه سعد الحريري. لا يهم إن كان قد أورث البلد حرباً أهلية صغيرة، ولا يعنيه أنه ربما كان يسير نحو حرب أهلية كبيرة، ولا يشعر بمن نام أكثر من عام ونيف تحت قصره محتجاً على وجوده في قصر كان يفترض أن يمثل مصالح الشعب، ولا يرف جفنه حقيقة إننا نعيش حرباً أهلية باردة، وسلماً أهلياً متهالكاً. بعد التجربة تصح في فؤاد السنيورة الرئيس السابق والمكلف كل افتراضات المعارضة وتسمياتها، تلك التي قيلت علناً والأخرى التي بقيت طي الجدران. هذا الرجل يضحك حين يُبَلَّغ خبر تكليفه، ولو بـ68 صوتاً.
قليل من الكرامة... إذا ما توافرت.