التجربة مريرةبهذا أجاب النائب قاسم هاشم، عن سؤال عن التعايش المقبل بين الرئيس فؤاد السنيورة ووزراء المعارضة، آملاً في الوقت نفسه «أن تكون العقلية التي طبعت المرحلة السابقة، قد تغيرت، نظراً لتبدل الظروف والمعطيات بوجود اتفاق بين الأطراف والرعاية العربية والدولية المتابعة لهذا الاتفاق، وصولاً إلى أن تأخذ الأمور مسارها الطبيعي في سياق التوافق الوطني العام». وشدد على أن المعارضة «لا يمكن أن تتخلى عن ثوابتها، مهما حاول البعض أن يكابر أو أن يعود إلى عقلية المرحلة الماضية والاستفادة من الظروف المتغيرة».

ربما لأول مرة في التاريخ
المسيحيون، بحسب الوزير السابق جوزف الهاشم، ليسوا «طرفاً طائفياً مباشراً» في النزاع اللبناني، لذلك رأى أن «الفرصة متاحة اليوم للعقل السياسي المسيحي، وتحديداً الماروني ـــ عند توافره ـــ ليلعب دوراً تاريخياً كوسيط مصلح بين ضفتي النزاع»، ودعا إلى «وقف المبارزات المارونية عمّن حقق الانتصارات الكبيرة للمسيحيين في مؤتمر الدوحة»، محملاً القيادات مسؤولية الإحباط والبعثرة والتهميش، وأن المسيحيين أصبحوا مع الصراعات الجانبية على السلطة «بعضاً من السنّة وبعضاً من الشيعة وبعضاً من الدروز».

اتّقوا الله في كلماتكم
نداء وجهه العلامة السيد محمد حسين فضل الله، إلى السياسيين والإعلاميين، منبهاً فيه إلى أن اللغة «التي لا تثير إلا السلبيات في الواقع اللبناني والعربي بعامة، والتي تعمل على تضخيم الأحداث، وتدمج بين السياسي والمذهبي بطريقة عجائبية، هي لغة مهينة ومستهجنة ولا تخدم لبنان واللبنانيين والعرب والعروبيين والإسلام والمسلمين، بل تصب الزيت على النار»، ورأى أن طريقة تواصل الخطاب المتشنج «توحي بأن بعض القائمين على شؤون السياسة في لبنان لا يتحلّون بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية». كما اتّهم وسائل إعلام لبنانية وعربية باستضافة «شخصيات معقدة» لإثارة «أجواء من التشنج» وتسليط الأضواء «على واقع غير موجود، في حديثها عن فتنة مذهبية»، مطالباً وزراء الإعلام والنقابات المعنية، بالانطلاق بمبادرة ميدانية سريعة لمنع ما تتداوله وسائل الإعلام من سلبيات.

بعد 18 عاماً من التهميش
طالب الأمين العام للاتحاد من أجل لبنان مسعود الأشقر، إثر زيارته للمطران الياس عودة، بإعادة «حقوق المسيحيين في بيروت الذين يمثّلون 40% من أهالي العاصمة»، مشيراً إلى أن قانون الانتخاب الذي اتفق عليه في الدوحة «أفضل بكثير» من قانون الألفين «لكنه لا يمثل طموحاتنا، وكنا نفضل أن يكون مقعد الأقليات في بيروت في الدائرة الأولى، وهذا حق للأقليات وهي ست طوائف مسيحية من أصل 17 طائفة تمثّل التنوع اللبناني».

استعادة سريعة للمراوحة
تخوّف رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، من أن تكون مخبأة في طيات أجواء سياسية مشحونة ومتشنجة، وقال: «كنا تمنينا ألا ترث حكومة العهد الأولى أجواء الانقسامات السياسية خلال السنوات الماضية، ولكن للأسف، فإن ما حصل ويحصل، سواء على مستوى مواقف الكتل النيابية أو على مستوى الشارع، يوحي بأن إنقاذ البلد ما زال بعيد المنال، وأن الانقسامات في طريقها إلى مزيد من التكريس».

وزن الطائفة
رأى الوزير جان أوغاسابيان، أنه يستوجب تمثيل الأرمن الأرثوذكس بوزيرين «تسند إليهما حقيبتان أساسيتان» في الحكومة المقبلة. وقال: «إن المرحلة التأسيسية الجديدة التي يشهدها لبنان اليوم، تستدعي تعزيز التوافق وتأمين المشاركة الحقيقية لجميع اللبنانيين». وأشاد بإعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة، مشيراً إلى أنها «خطوة داعمة لتعزيز حكم المؤسسات، نظراً لما أظهره في مرحلة بالغة الصعوبة من تاريخ لبنان، من حرص على احترام الشرعية وتعزيز حكم القانون».