جوان فرشخ بجاليانتهت التنقيبات الأثرية في مدرج بيروت الروماني، ويجري العمل حالياً على صياغة التقارير من علماء الآثار في المديرية العامة للآثار، لتقرير مصير هذا المَعلم الفريد من نوعه في بيروت. ويتوقع أن تطالب المديرية بالمحافظة على الموقع وتحويله إلى حديقة أثرية ـــ سياحية، على أن ترفع تقريرها إلى وزير الثقافة في الحكومة المقبلة. وهذا يعني أن توقيع الوزير الجديد هو الذي سيقرّر مصير الموقع الذي ترغب شركة «سوليدير» العقارية بـ«إزالته» لتشييد الأبنية المقرّر بناؤها في منطقة وادي بو جميل، والتي تروّج لها بتسمية «وادي رازيدنس» لتكون المنطقة السكنية في وسط بيروت.
تجدر الإشارة إلى أن ميدان سباق الخيل الروماني في بيروت لا يزال يحتفظ بكامل عناصره الهندسية، من مدرجات وحلبة للتباري والجدار الفاصل الذي يدور حوله المتبارون. الميدان ليس بضخامة مدرجات صور، لكنه يحتفظ بعناصر أكثر من السيركوس ماكسيموس Circus Maximus)) في روما وميدان مريدا في إسبانيا. ففي حين أن الأول لا يحتفظ إلا بشكله الهندسي، وهو بقعة خضراء في وسط روما، فإن الثاني لم يبق منه إلا بعض من جدران أساس المدرجات. والجدير بالذكر أيضاً أن ميادين سباقات الخيل تُعدّ، في الأردن وإسرائيل مثلاً، من أهم المواقع السياحية، وخصوصاً أن مكاتب السياحة المسؤولة تنظّم ألعاباً «رومانية» و«سباقات خيل» على الطريقة الرومانية خلال فترات معينة في السنة، تجتذب إليها الآلاف.
ويبقى السؤال: هل، ستعيد «بيروت المدينة العريقة للتاريخ» الكرّة وتدمر من جديد معلماً أثرياً مهماً جداً؟ الاحتمال قائم، بل إنّ أحد علماء الآثار يذهب أبعد من ذلك، مؤكداً أن تدمير المدرج الروماني سيُعدّ سابقة عالمية، إذ إن كل الدول التي اكتشفت فيها ميادين سباق خيل حوفظ عليها، فهل سيقوم لبنان بعكس ذلك؟ إنه تحد لوزير الثقافة المقبل... الذي سيبدأ عمله بملف دقيق وحساس، إن على صعيد الوطن أو الوسط التجاري.
تخوّف علماء الآثار ومحبي التاريخ في لبنان لا يقتصر فقط على ما سيقرّره الوزير المقبل بالنسبة لمصير ميدان سباق الخيل. ففي انتظار التشكيلات الوزارية، يقوم فريق منهم بجولات يومية حول ميدان سباق الخيل للتأكد من سلامته، وخوفاً من تعرّض الموقع لاعتداءات من مخرّبين مجهولي الهوية.