نادر فوزبعد مقاطعتها القمّة العربية في دمشق، يبدو أنّ رهان السلطة على الدول العربية الدائرة في الفلك الأميركي لم يسقط، في ظل حديث أكثري عن دعوة ستوجّهها الحكومة اللبنانية لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب.
وبينما كان الحديث محصوراً في جولة جديدة للأمين العام، عمرو موسى، وفي اقتراح الرئيس نبيه بري عبر العودة إلى طاولة الحوار الوطني، يؤكد عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علّوش أنّ دعوة الوزراء العرب «مطروحة منذ ما قبل انعقاد قمّة دمشق، ولكنها لم تُبَتّ بعد»، مؤكداً أنّ الرئيس المصري أبدى «استعداداً مطلقاً» لعقد هذا اللقاء.
أما عنوانه الأساسي فسيكون ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية، فبحسب علّوش، «القمّة العربية أغفلت هذا الملف، ونحن مقتنعون بأنّه دون إقفاله لا يمكن حلّ الأزمة الداخلية». ونفى أي رابط بين الجولة العربية المرتقبة للرئيس السنيورة والدعوة للقاء العربي، مضيفاً: «من المفترض أن يغادر السنيورة نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل، ومن المقرّر أن تكون جولته مكمّلة لزياراته العربية السابقة». كما وضع النائب الأكثري حركة السنيورة الخارجية ضمن إطار المحافظة على الاهتمام بالوضع اللبناني، متخوّفاً من المنطق التخريبي للمعارضة والآخر الإرهابي للنظام السوري.
ويؤكد عضو الكتلة نفسها النائب هادي حبيش أنّ المؤتمر العربي سيكون بديلاً من فشل قمّة دمشق، «وسيكون مخصصاً للبحث في الأزمة اللبنانية دون التطرّق إلى موضوعات أخرى». وعن إمكان نجاح المؤتمر الوزاري العربي، يقول حبيش إنّ الأمر يتعلّق بمدى التعنّت السوري «على أمل أن يُظهر النظام السوري إشارات إيجابية بشأن حل الأزمات التي يسبّبها».
واستبعد قيام عمرو موسى بزيارة قريبة إلى لبنان، مشيراً إلى إمكان الاستعاضة عن زيارة الأمين العام بمؤتمر وزراء الخارجية العرب، و«كل الخطوات السياسية ستعلن بعد اللقاء العربي»، في إشارة إلى تفعيل دور الحكومة.
من جهة أخرى، يصف عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا الخطوة العربية التي تطالب بها الحكومة بـ«العوامة التي تتمسّك بها الأكثرية للبقاء والحؤول دون غرقها»، مستخفّاً بهذه الخطوة الافتراضية.
وأعاد نقولا التأكيد أنّ حلّ الأزمة لا يكمن إلا في المشاركة الفعلية التي يمكن تأمينها «عبر السلّة المتكاملة التي تطرحها المبادرة العربية، وإلا فلا حلّ في لبنان»، لافتاً إلى أنّ موافقة المعارضة على رئيس توافقي رهن بالمبادرة، وإلا فـ«لن نقبل برئيس لا يتمتّع بمشروعية شعبية وسياسية».
وفيما ترى المعارضة اللقاء الوزاري العربي فاشلاً قبل انعقاده، تؤكد شخصية معارضة أنّ الخطوات الخارجية لشخصيات الأكثرية «من شأنها زيادة الضغوط على المعارضة، ولو أنّ مهمّتها الأساسية تهويلية»، ليضيف أنّ مؤتمرات كهذه تسهم في تكريس الشرعية العربية لممثلي الحكومة، غير الميثاقية. ويضع المعارض جولة السنيورة على عدد من الدول العربية في إطار «تحضير لهذه الخطوة التي يسعى إلى إنجاحها، بعدما تبيّن أن خطوط الحوار بين السعودية وسوريا أصبحت سالكة».