فداء عيتانيغريب أمر الأكثرية الحاكمة، فهي تسير في اتجاهات عدة في وقت واحد، ترسل رئيس حكومتها إلى الأمام وسلك علماء السلطان إلى الخلف، تدعو بلسان وزرائها إلى السلام وتقاتل بشركات أمنية خاصة، تتصدّى للشأن الاجتماعي عبر تكريس أقصى يمينها دفاعاً عن حقوق الفقراء، ويدافع يسارها عن سياسات الضرائب والاستدانة والخصخصة، يقدم ضباطها الشاي إلى العدو ويطالب رئيس الحكومة باليقظة منه. للاكثرية الحاكمة ممارسة أشد غرابة، إذ يتولى أحد كبار شيوخها سنّاً مهاجمة أميركا في معرض مدحها، معتبراً أن إحدى طوائف هذا البلد المتحالفة مع سوريا هي وراء كل المصائب الممكنة، لا في لبنان وحده، بل وصولاً الى العراق، ويهاجم طائفة كاملة من شعب بلاده، ولا يبقى ما يمكن أن يُعد إثارةً للنعرات الطائفية إلا يستخدمه، ويتّهم المقاومة بأشنع النعوت، بينما رئيس الحكومة يناشد قوات الطوارئ التنبّه من مناورات عدوّنا، ويدعو الجيش إلى «التصدي لأي خرق». من نصدّق في أكثرية لا هاجس يشغلها إلا إغلاق الوسط التجاري بينما الأسعار تتضاعف أمام أعينها، والديون تغرقها وتغرقنا؟