نادر فوزتحاول بعض القوى السياسية الاستفادة من حالة الركود لتحصين جبهاتها الداخلية. وحتى عودة النشاط إلى الصراع، يسعى تيّار المستقبل إلى ترميم صفوفه إثر «بعض الانفلاتات» وبعد إشاعات عن انخفاض نسبة مؤيّديه إلى 40% في الشارع السنّي.
يقول عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجّار إن العمل في التيّار يجري اليوم على مستويين أساسيّين، يتمثّل الأول بورشة عمل داخلية منطلقة في مختلف المناطق والقطاعات بغية «تنظيم القواعد لمواكبة المرحلة السياسية، وخاصةً مع انفلاش المستقبل على مستوى كل لبنان». والثاني يتضمّن العمل على الوثيقة السياسية لقوى 14 آذار لبلورة آليات ترجمة الموضوعات التي طرحها الفريق الأكثري في مؤتمره العام.
وعن جولة الرئيس فؤاد السنيورة قال الحجّار إنها «ضرورية لتوضيح حقيقة الأزمة اللبنانية ووضعها في إطارها الصحيح»، فهذه الأزمة ليست داخلية بقدر ما هي لبنانية ــ سورية، مشدداً على أنّ اتّخاذ هذه الوجهة لا يعني التخلّي عن «الثوابت القومية التي تربط البلدين الشقيقين». ويؤكد النائب الأكثري أنّ السنيورة يبحث خلال محادثاته العربية في مسألة اجتماع وزراء الخارجية العرب لمعالجة العلاقات اللبنانية ــ السورية، «وخاصةً بعدما طرح العرب هذه القضية في القمّة العربية». ويقول الحجّار إنّ الهدف من هذا الاجتماع العربي «محاولة إيجاد الإطار اللازم لإلزام السوريين الإسهام إيجابياً في حلّ الأزمة اللبنانية».
وفي ظلّ غياب موقف رسمي لتيّار المستقبل في ما يتعلّق بدعوة طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس برّي، يقول الحجّار إن الأحرى الحديث عن الالتزام باتّفاق الطائف وبمقرّرات جلسات الحوار الوطني السابقة، إضافةً إلى عادة التأكيد على طبيعة العلاقات اللبنانية ــ السورية وموقف لبنان من الصراع العربي ــ اللإسرائيلي.
وحول اقتراح برّي، يضع مصدر مقرّب من قريطم بعض الملاحظات الأساسية التي ترتبط بالجلوس إلى طاولة الحوار: «هذه الطاولة ليست بديلاً من مجلس النوّاب ولا من المبادرة العربية، كما أنه يجب أن لا تكون وسيلة لإراحة بشّار الأسد، وخاصةً بعد مشروع طلب الحكومة اللبنانية لعقد اجتماع وزاري عربي، وليس على رئيس حركة «أمل» تحديد جدول أعمال هذا الحوار». ويكمل المصدر حديثه مؤكداً أنّ تيّار المستقبل يؤيد مبدأ التحاور، ليضيف: «موقفنا شبيه بموقف قوى 14 آذار» في إشارة منه إلى الموقف الأولي الرافض عند كل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
وفي المقابل، قالت إحدى شخصيات 14 آذار إنّ المستقبل ككل القوى الأخرى يعمل على ترميم جبهته الداخلية «تحضيراً لما تهيئه لنا الأيام المقبلة من مفاجآت سياسية وأمنية، وخاصةً بعد زيارة السنيورة العربية المفصلية»، وإنّ أبرز تيّارات المعارضة «ومنها التيار الوطني الحرّ تعمل على ضبط صفوفها بعد سلسلة من الأزمات الداخلية». وكما هي الحال في الوطني الحرّ، تقول الشخصية إنّ المستقبل يعاني «بعض الانفلات في صفوفه، ظهر بعضها في الإعلام»، مؤكدةً أنّ الأمور قيد المعالجة.