الخيام ــ عساف أبورحالانضم اسم الشهيد عماد مغنية إلى لائحة أسماء شهداء المقاومة التي أطلقت على مختلف شوارع البلدات الجنوبية. فقد أطلقت بلدية الخيام اسم مغنية على شارعها الذي يمثّل البوابة الرئيسة المؤدية إلى معتقل الخيام. وكانت البلدية قد أعادت توسيع الشارع بعد حرب تموز، نتيجة الدمار الذي خلّفه العدوان.
إطلاق التسمية جاء خلال احتفال أقامه حزب الله، أمس، برعاية المسؤول السياسي في الجنوب الشيخ حسن عز الدين، وحضور رؤساء بلديات ومخاتير حاصبيا ومرجعيون والعرقوب، إضافة إلى فاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وحشد من الأهالي.
ورأى رئيس بلدية الخيام علي زريق أن «حفظ كرامة الشهداء والمجاهدين هي أقل واجب نؤديه تجاههم، وتكريم الشهيد مغنية اليوم هو أقل الواجب، وهذا الشارع سيبقى عنواناً للمقاومة والشهادة».
ونوّه رئيس بلدية كفر شوبا عزت القادري بدور الشهيد وتضحياته، ووصفه بـ«عملاق الأمة، لأنه قهر العدو طوال ربع قرن من الزمن، وغيّر أسس تفكيرنا وتفكير عدونا». وأكّد التزام العرقوب خط المقاومة ونهجها.
ورأى عز الدين «أن منطقة الجنوب أثبتت أنها مع المقاومين، حيث الشهيد عماد مغنية كان موجوداً، وأقل الوفاء إعلان حبّنا وتقديرنا لتضحياته وطريقته ورؤيته وأفكاره. وعندما نتحدث عن بطولاته، نتحدث عما ينبغي أن نفعله لنعيش بكرامتنا وحريتنا». وأضاف: «صمدت بلدة الخيام طويلاً بوجه العدو، وهي الشاهدة على جرائمه من خلال المعتقل. وهذا الشارع سيحمل اسم الشهيد مغنية، وقبله حملت النفوس والقلوب والتلال والجبال والأودية اسمه. هذا الشارع المؤدي إلى المعتقل، والمتجه جنوباً نحو فلسطين، سيكون الشاهد على أننا لن نحيد عن الاتجاه الذي حدده الشهيد مغنية، لتبقى المنطقة آمنة مستقرة».
وأردف: «يحاولون إخافتنا بالمناورة لأنها الأوسع والأشمل وهي على مستوى الكيان الصهيوني ولم يسبق لها مثيل. ونحن نقول لهم إنها مناورة العاجز الضعيف الذي يحاول استعادة الثقة بالنفس والذات، ويحاولون من خلالها رفع المعنويات على مستوى الداخل... هذه المناورة لن تثني المقاومة عن جهوزيتها ووظيفتها، لأنها تبيّت نيّات عدوانية للبنان والمنطقة».
وفي الختام، أزيحت الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم شارع الشهيد عماد مغنية، أعقبها هدية من أطفال لبنان إلى أطفال فلسطين، عبارة عن آلاف البالونات الصفراء، حملت صوراً للسيد حسن نصر الله والشهيد مغنية، أطلقت في الهواء ووصل بعض منها إلى داخل المستعمرات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، ما زالت الوفود الشعبية تتوافد إلى ضريح الشهيد مغنية، ومن بينها وفد الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ورفض الاحتلال، بحضور الحاج فايز مغنية والنائب عن كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري. وقد أثنى عضو الهيئة وجدي جعجع على دور الشهيد، مؤكداً أنه لا مجال لأي تحرير وانتصار إلا من خلال المقاومة، مقدّماً العزاء إلى عائلة الشهيد مغنية.
من جهة ثانية، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في المستعمرات الشمالية الإسرائيلية، وذلك في اليوم الرابع على المناورة الإسرائيلية، التي من المقرر أن تنتهي اليوم. وتشير المشاهدات الميدانية داخل مستعمرة المطلة إلى عودة النشاط إلى المرافق الاقتصادية، وخصوصاً معمل توضيب المنتجات الزراعية المحاذي للشريط الحدودي، حيث سجّل دخول عدد من المركبات وسيارات النقل وخروجها، كما عادت ورش الصيانة إلى متابعة عملها عند الشريط الفاصل تحت حراسة نفذتها آلية هامر تابعة لجيش الاحتلال. في المقابل، انعدمت حركة المزارعين داخل بساتينهم من مستعمرة المطلة حتى أطراف الوزاني، في حين كان الشق العسكري خلف الحدود أكثر بروزاً، وخصوصاً في موقع الضهرة جنوبي بلدة العباسية، حيث سجّل انتشار لجنود الاحتلال الذين تمركزوا داخل مبنى قديم ما زال محتلاً، كان سابقاً مدرسة العباسية.
وفي بلدة الغجر المحتلة، واصل الأهالي نشاطهم داخل عدد من ورش البناء التي استعادت نشاطها صباح أمس، مع غياب حركة الدوريات داخل البلدة وفي محيطها. وعند الحادية عشرة من قبل الظهر، نقلت حافلة سياحية نحو 40 جندياً إسرائيلياً من موقع تلة رياق المشرف على مستعمرة المطلة، في خطوة قد تندرج في إطار المناورات العسكرية.
وفي الجانب اللبناني، سجّلت طوافات اليونيفيل حضوراً مميّزاً مع ساعات الصباح، من خلال تحليق حدودي مكثّف في أجواء القطاع الشرقي، بالتزامن مع تمركز سرية دبابات من نوع فلور، دفعت بها الكتيبة الفرنسية العاملة في قوات اليونيفيل لمراقبة الوضع على الحدود، فيما تولّت الكتيبة الإسبانية تسيير دوريات مكثّفة على طول الخط الأزرق إلى جانب الجيش اللبناني الذي واصل جهوزيته وانتشاره.