القاهرة ـ الأخباربينما شارفت جولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة العربية لبحث إمكان عقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، يخصص لبحث العلاقات اللبنانية ـــ السورية، على الانتهاء، أعلن السفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن الأخير لم يتلقّ إلى الآن أي طلب رسمي لعقد الاجتماع المذكور.
وأوضح يوسف أنه في ضوء المشاورات التي تجريها الجامعة العربية مع بعض الأطراف الإقليمية والعربية واللبنانية، بالإضافة إلى تحركات رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس السنيورة، ستُحدّد الخطوات المفترض اتخاذها في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن موسى يعتزم أيضاً إجراء اتصالات كثيفة خلال الأيام القليلة المقبلة مع السعودية ومع سوريا، باعتبار الأخيرة تتولى رئاسة القمة العربية، بالإضافة إلى اتصالات مع بعض الأطراف اللبنانية.
وأشار إلى أن الملف اللبناني دخل مرحلة جديدة بعد القمة العربية في دمشق، لكنه أوضح أن المقاربة ما زالت بشأن النقاط الثلاث المطروحة في المبادرة العربية، وهي الرئاسة والحكومة والقانون، لافتاً إلى أن تهديد «المرشح التوافقي» لرئاسة الجمهورية قائد الجيش العماد ميشال سليمان بالانسحاب، يعكس مدى الإحباط الذي وصلت إليه شخصيات لبنانية من الأوضاع، مؤكداً أن سليمان ما زال هو المرشح الذي يحظى بالتأييد العربي، وهذا موضوع محسوم.
ولاحظ يوسف أن الخلاف الرئيسي هو عن كيفية تأليف الحكومة، إذ تقول المعارضة بحل على أساس ثلت ضامن، بينما تقول الجهة الأخرى باتفاق المثالثة، وهذا أيضاً غير متفق عليه تماماً داخلها.
وخلص إلى أن الخلاف المصري السعودي ـــ السوري تتداخل فيه الأوضاع في لبنان، مشيراً إلى ما وصفه بخلاف في المنظور التحليلي لهذا الموضوع، فثمة «من يرى أن إصلاح ذات البين في هذه العلاقات يؤدي إلى حلحلة الأمور في لبنان، بينما الطرف الآخر يقول إن حلحلة الأوضاع ستسهل تحسن العلاقات بين الدول الثلاث».
من جهة أخرى، أكد السفير السعودي لدى القاهرة هشام ناظر أن قمة شرم الشيخ بين ملك بلاده عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك «تكتسب أهمية بالغة في ضوء التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية، لا سيما تطورات الأوضاع في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق، وهي تطورات تحمل في طياتها مخاطر وتهديدات لأمن المنطقة واستقرارها».
ورأى أن العلاقات السعودية المصرية «تعد أهم ركائز العمل العربي المشترك، كما تعدّ النواة الصلبة والركيزة الأساسية لنظام إقليمي عربي أكثر فاعلية وقدرة على تجاوز أزماته الداخلية وتحدياته الخارجية».