strong>لم يفاجأ الطلاب بنتيجة انتخابات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ الفرع الأول، في الجامعة اللبنانية. فقد فازت لائحة المعارضة «زي ما هيي»، كما عبّر أحد الطلاب اليساريين، في ظل إقبال خفيف لم يتعدَ 15% في السنتين الأولى والثانية، وانتهاء نتيجة السنتين الثالثة والرابعة بالتزكية مع بداية اليوم الانتخابي
ديما شريف
قاطع المستقلّون بأطيافهم كافة، كما قاطع طلاب 14 آذار انتخابات مجلس طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــــ الفرع الأول، فكاد طلاب المعارضة بلائحتهم المتنوّعة أن ينجحوا بالتزكية، لولا إصرار الشيوعيين على إثبات وجودهم في الكلية. حتى أول من أمس، لم يكن طلاب الكلية يعرفون خريطة التحالفات في الانتخابات بعد أخذ ورد بين القوى الطلابية في المعارضة وضبابية الصورة الانتخابية. واتضحت الصورة صباح اليوم الانتخابي، فقد حضر الطلاب إلى الكلية ووجدوا مبنى مغطّى بصورة عملاقة لرئيس مجلس النواب نبيه بري وآخر بعَلَم لحزب الله، ولائحة توزّع عليهم وتضم «موزاييك» يرونه للمرة الأولى: حزب الله، حركة أمل، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الحوار الوطني، الحزب الديموقراطي، حزب التوحيد اللبناني. ويعود استغراب العديد من الطلاب إلى أنّ بعض هذه الأحزاب، باعتراف أمل وحزب الله، لا يمثّل ثقلاً طلابياً. فبعضها لديه طالبان فقط في الكلية ترشّحا إلى مجلس الطلاب.
مثّل الشيوعيون إذاً مع «رفاقهم» في اتحاد الشباب الديموقراطي القوة الوحيدة «المعترضة» على الهيمنة على الجامعة من جانب الأحزاب المعتادة، التي لم تحسّن حتى وضع الحمامات في الكلية، بعد سنوات من سيطرتها على مجلس الفرع بمقاعده الـ26، وفق أحد الشيوعيين. «هي محاولة لكسر الهيمنة والتجييش الطائفي الذي سبق العملية الانتخابية»، تقول مسؤولة قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي في الكلية، كاترين ضاهر، عن الإصرار على الترشيح. وتتحدث ضاهر عن محاولات للتوافق قبل الانتخابات، عرضها علينا كلّ من حزب الله وحركة أمل، باعتبار أنهما لا يمانعان إلا مشاركة من يعارضهما في القضايا الوطنية الكبرى، وهما منفتحان على الكل. وما أفشل المفاوضات هو إصرار تحالف المعارضة على تخصيص مقعد واحد للشيوعيين على غرار أحزاب أخرى لا تمثّل على الأرض ما يمثّله هؤلاء. وتشكك ضاهر في صدقية أمل وحزب الله وجدّيتهما بشأن التحالف معهم، وترى أنّ الطرفين «استعملانا ورقةً للضغط فيما بينهما».
من جهته، يؤكد مسؤول اتحاد الطلاب المستقلين، حسين حمود، «إننا قاطعنا كل الأطراف، وقررنا عدم خوض الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، لأننا لا نريد أن نقف مع طرف ضد الآخر، وخصوصاً أننا لا نريد شق الصف الشيعي». ويجدد حمود التأكيد أن الاتحاد يضم طلاباً من مختلف المذاهب والطوائف. ويضيف «في طلاب مرشّحين ما منشوفُن في الجامعة أبداً. المعارضة أخدت معا كل هالأحزاب ليعملوا اللايحة Multicolores».
أما مسؤول حزب الله في الكلية، علي الصيلمي، فقد عزا الاتهام بعدم إعطاء كل حزب مقاعد على حسب حجمه، بأنهم لا يتكلمون بالأحجام والأوزان، ولكن يتطلّعون لتمثيل الجميع في لائحة هدفها العمل النقابي. وأكد أن الأيدي كانت ممدودة إلى كل الطلاب والقوى السياسية، حتى تلك المشككة في شرعية المجلس السابق. أما مسؤول حركة أمل، حسن ضاوي، فقال إن وضع الأحزاب الحليفة داخل المجلس أو في هيئته الإدارية لن يكون مثل وضع أمل وحزب الله، لأنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أحجام الجميع.
ولم تخلُ العملية الانتخابية من بعض الشوائب. فقد أفاد طلاب أنّ بعض المنتسبين إلى حزب الله انتخب من دون وجود اسمه على لائحة الشطب، فيما قال مسؤول في التعبئة التربوية إن هناك خطأً إلكترونياً. كذلك انتخبت إحدى طالبات السنة الأولى في غرفة، ووقّعت على محضر في غرفة أخرى.
وقد جاءت النتائج على الشكل الآتي:
ــــ السنة الأولى: عبدو شومان، زينب المولى (أمل)، عصام حمدان، سارة فقهة، كوثر محمد، آلاء غريب (حزب الله)، عهد درباس (مشاريع). ــــ السنة الثانية: جعفر سمعان، علي وهبي (أمل)، فاطمة درويش، فاطمة أيوب (حزب الله)، سناء الجوهري (قومي)، راوية أبو دياب (توحيد)، ــــ السنة الثالثة: نسرين جفال، خليل فقيه (أمل)، سوسن الحكيم (أرسلان)، جعفر بدير، صفاء إبراهيم، رشا بزي (حزب الله). ــــ السنة الرابعة: منى مصطفى، فداء حرب (أمل)، ليلى الحكيم (أرسلان)، رانيا محرز (حوار)، زهراء بركات، ديانا المقداد، يمنى العنان (حزب الله).