فداء عيتانيتتميز حكومتنا الحالية بأنّها خارج السياق، هذه مدعاة للفخر بحكومة لا تتقيد ولا تعترف بأية قوانين علميّة. فهي، على سبيل المثال، أصرّت إلى أقصى حدّ على أن كل ما يحصل في لبنان هو من إنتاج سوري، وحين ثبت العكس خرجت على الناس نظرية «التزوير» فأصبح لدينا تزوير سوري لقوى وتيارات بعدما كنا نستهلك منتجات صينية مزوّرة. تعتمد الحكومة في قراراتها على منطق مخالف للواقع وحتى للقوانين، فأحد وزرائها يصرّ على أن يدّعي على الصحافيين رغم أن القانون يحميهم في النقاط المثارة، وحين يفشل يحوّل الدعوى إلى جهات يفترض أن الوزير نفسه يتهمها بالتخريب والإرهاب.
وتمضي الحكومة في مجافاة الواقع، فلا ترى في جوع الناس إلا مؤامرة من السوريين وحلفائهم في لبنان لتأليب الجمهور العريض الذي سار خلف 14 آذار. إلا أن الحكومة، التي أثبتت بأشخاص وزرائها عجزها عن حماية المواطنين والسياسيين على حد سواء، والتي باغتتها حرب نهر البارد وكل ما جرى خلالها، تصرّ على أن البلاد بخير، وأن «الإرهاب» هو شأن يحصل لغيرنا.