غسان سعودبعد انسحاب النائب ميشال المر من تكتل التغيير والإصلاح، يزداد اهتمام المتنيين بلاعبَين آخرَين كوّنا مع المر والتيّار الوطني الحر أعمدة سيبة التغيير والإصلاح الرباعيّة في قضاء المتن، هما حزبا الطاشناق والسوري القومي الاجتماعي. الطاشناقيون حسموا أمرهم بالحفاظ على تحالفهم مع التيّار من جهة، ومع المر من جهة أخرى. أمّا القوميون الاجتماعيون، ككتلة متنيّة ناخبة تكاد توازي كتلة المر بحسب الخبراء الإحصائيين، فيصعب التكهن بموقفهم، بعدما بات عسيراً الرهان على تمنٍّ من هذا أو مونة على ذاك لتجيير أصواتهم في خدمة اللائحة العونيّة نتيجة ما يصفونه بتراكم الأخطاء بحقهم.
القوميون الغاضبون من تصرّف بعض المعارضة معهم كأنهم «كوليرا»، يقولون إنهم يقدّرون توطيد العلاقة الشعبيّة بين جمهور التيّار من جهة وقواعد حزب الله وحركة «أمل» والحزب الديموقراطي نتيجة اقتناع عون بأهميّة الحفاظ على الوحدة الوطنيّة وعدم استثناء أي طرف في التأسيس للبنان الجديد. لكنّهم لا يفهمون التسريبات التي يسربها مقربون من الجنرال، كل بضعة أسابيع، وتنقل عن زعيم الرابية تحفظه على تعزيز العلاقة بين التيار والقومي. وكأن الوحدة الوطنيّة لا تشمل القومي، رغم أن قواعد الطرفين، وخلافاً لما هي الأمور بين التيار وحزب الله مثلاً، يعيشون في البلدات ذاتها وعلى اتصال يومي بعضهم ببعض.
ويشرح مسؤول الاقتصاد في القومي قيصر عبيد، بصفته أحد الأساسيين في الحوار بين القومي والتيار، أن «معشر القوميين ينجذبون لخطاب عون، وخصوصاً في القضايا المتعلقة بالعلمانيّة، والمواطنيّة، وإلغاء الطائفيّة السياسيّة، ومحاربة الإقطاع بمختلف أشكاله، ويعترفون بأن الجنرال يعبّر عن بعد فكري أسّس له زعيم القوميين أنطون سعادة. كما يتشاركون معه في الرؤية على المستويين الوطني والإقليمي». وهذا ينتج تلاقياً شعبياً بين أهالي الحزب والتيار تضاف إليه تحالفات طلّابيّة ونقابيّة. الأمر الذي يحتم تطور هذه العلاقة التي يسعى البعض، ومنهم أشخاص مؤثرون في الرابية، إلى خنقها في المهد ومنع تطوّرها، مشبّهاً ما يحصل بلعبة كلمات متقاطعة لا يمكن الوصول إلى الكلمة الضائعة في نهايتها، مستغرباً إثارة البعض المستمرة إلى النقاط الاختلافية، على قلتها، وتجاهلهم نقاط التلاقي، رغم كثرتها.
ويعود عبيد إلى المتن، جازماً أن التيار سيواجه صعوبة في الحصول على أصوات القوميين الذين تصرفوا مع عون كجمعيّة خيريّة فأعطوا لائحته عام 2005 رغم رفض الأخير تبنّي ترشيح النائب القومي السابق غسان الأشقر على لائحته، ثم التزموا دعم المرشح كميل خوري بأكثر من ثلاثة آلاف صوت عام 2007 رغم بعض الإساءات التي أصابتهم من بعض العونيين، مؤكداً أن موازين القوى والأحجام السياسيّة، وخصوصاً في المتن، تفرض على التيار إعادة النظر في نظرته للقومي، ومقاربة القضايا بنظرة مختلفة. مع الاعتبار أن «الرأي العام العوني الذي اقتنع بالتفاهم مع حزب الله رغم الأحكام المسبّقة الكثيرة، سيبدي تفهماً أكبر لتمتين العلاقة بين التيار والقومي، لأن أبناء الحزبين هم من البيئة نفسها، ويتشاركون في كثير من الهواجس».