القاهرة ــ خالد محمود رمضانرفض سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف أحمد، تلميحات بعض الأطراف اللبنانية والعربية إلى عدم إمكان عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، بسبب ترؤس سوريا القمة العربية. وقال إنّ «هذا الكلام غير منطقي، على اعتبار أنّ القمة عقدت بالفعل نهاية الشهر الماضي في دمشق، وحضرها الجميع». وتساءل أحمد كيف يمكن للعرب حضور القمة وعدم المشاركة على مستوى وزراء الخارجية العرب؟ لافتاً إلى أنه ليس هناك شيء رسمي في موضوع الاجتماع الوزاري العربي.
وأكد أحمد أن الجامعة لم تتلق أي طلب رسمي من أي دولة عربية تمهيداً لعقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب، لينفي دور بلاده التعطيلي للحلّ. وبينما تروّج شائعات عن احتمال قيام الأمين العام للجامعة العربية بزيارة وشيكة إلى دمشق، في إطار مساعيه الرامية إلى تسهيل إنهاء أزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، نفى أحمد علمه بالأمر، ليضيف «قطعاً ستكون لموسى زيارات متكررة إلى دمشق، وهذا هو الأمر الطبيعي خلال فترة رئاسة سوريا للقمة العربية، وسيتردد موسى على دمشق لإطلاعها على تحركاته كأمين عام للجامعة العربية، لكن لا زيارة سريعة لموسى، ولم أسمع بشيء حتى أرتّبها كالمعتاد».
وأعرب المندوب السوري عن اعتقاده بأن مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، لحلحلة الأمور على صعيد انتخاب رئيس جديد للبنان جاءت في وقتها المناسب، مضيفاً «إذا لم تلتقطها قوى الموالاة بإيجابية، لا تكون قد فوّتت فرصة فقط، بل أمعنت في رغبتها في عدم وجود حل سياسي».
وفي أول تعليق رسمي سوري على ما تناولته بعض التقارير الصحافية ومصادر حقوقية ومعارضة سورية بشأن توقيف آصف شوكت، رئيس الاستخبارات العسكرية وصهر الرئيس السوري بشار الأسد، ووضعه قيد الإقامة الجبرية على خلفية خلافات بينهما، قال أحمد، إنّ ما تردد في هذا الإطار مجرّد كلام سخيف لا يستحق الرد، ويندرج في إطار الحملة التي تستهدف سوريا منذ فترة ليست بالقصيرة.
وشدّد أحمد على أن بعض الأطراف، التي رفض تسميتها، قادت حملة مستمرة ضد سوريا «تصب في خانة ضرب العمل العربي المشترك، لأنه لا يمكن أن يقوم إلا من خلال مؤسساته وآلياته وعلى الجامعة العربية، وأي عمل خارج هذه الآليات هو لضرب العمل العربي وإحباطه». وقال: «هذه الحملة هي جزء من الحملة الموسّعة التي أحيطت بها القمة العربية الأخيرة في دمشق، والآن الوضع الإعلامى أهدأ، لكنّ من أداروا تلك الحملة لم يتراجعوا».
وكان شوكت قد ظهر ضمن تقرير تلفزيوني لحفل تخريج دفعة ضباط جديدة في الأكاديمية العسكرية العليا، أقيم الخميس الماضي في العاصمة السورية دمشق، رداً على شائعات عن حصول خلاف مع الأسد.
وكان برّي، الذي زار أخيراً العاصمة السورية والتقى الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي، قد عقد أمس محادثات مفاجئة في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وأعرب برّي عقب اللقاء عن تقديره للجهود التي تبذلها القيادة المصرية تجاه حل الأزمة في لبنان، مؤكداً أن هذا الاهتمام ليس غريباً على مصر، وهو يعبّر أيضاً عن عاطفتها الكبرى تجاه لبنان.
ووصف برّي لقاءه مع مبارك بأنه كان «حميماً وصريحاً»، وأنه وجد كل التشجيع لاستمرار العمل من أجل التوصل إلى حل الأزمة اللبنانية، مشيراً إلى أن هذا الحل لا يملكه هو وحده كرئيس مجلس النواب، ولكن هو بيد اللبنانيين كافة. وقال إنّ الاجتماع تركز أساساً على الوضع في لبنان، وتطرق إلى مجمل الهمّ العربي الكبير.
وأوضح برّي أن جولته الحالية للدول الفاعلة تأتي نظراً إلى تأزّم الوضع في لبنان، الذي يعدّ استقراره ضرورة ليس لكل عربي وكل مسلم ومسيحي، مؤكداً أن مصر والسعودية وسوريا تستطيع مساعدة لبنان، ولكنها ليست بديلة عن اللبنانيين.
ونفى برّي حمله رسالة من الرئيس السوري إلى نظيره المصري، لكنه قال إنه وضع مبارك في أجواء اللقاءات التي عقدها في دمشق، مشيراً إلى أنّ «دعوة الحوار تهدف إلى إخراج المبادرة العربية من النفق المسدود الذي وصلت إليه»، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك توافق لبناني يعتمد ويستند إلى المبادرة العربية التي تحظى بإجماع عربي.
وبشأن احتمال تأجيل دعوة الحوار بين اللبنانيين، قال برّي: «إذا جرى التوصّل إلى انتخاب رئيس الجمهورية، فإننا قد لا نحتاج إلى الحوار»، ليضيف: «عندما أدعو إلى الحوار، أكون حكماً، رغم أنني في المعارضة»، وإنه عندما يجلس إلى طاولة الحوار يكون محاوراً.
كما التقى برّي رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، وجرى عرض للوضع العربي عامة واللبناني خاصة.
وعلى صعيد آخر، نفى مسؤول ليبي وجود وساطة ليبية بين القاهرة ودمشق، مشيراً إلى أن المساعي التي كان يقوم بها معمر القذافي توقفت بعد رفض مبارك اقتراح مرافقة الرئيس الليبي إلى دمشق.
وفي المقابل، قال دبلوماسي جزائري مخضرم إن وساطة بلاده قائمة، لكنها تحتاج إلى مجهودات أكبر، مؤكداً أن بلاده لم تسحب وساطتها، لكنها تشعر بأن الظروف الراهنة في غير مصلحتها دون الإفصاح عن المزيد.