عكار ـ خالد سليمان27 هو مجموع السجون والنظارات في مختلف المحافظات اللبنانية وجميعها لا تتناسب مع المعايير الدولية لاحترام كرامة الإنسان وحقوقه خلال الاعتقال. في محافظة الشمال 6 سجون موزّعة على طرابلس، حيث ما يعرف بسجن القبّة وسجن نساء طرابلس، وسجون زغرتا وأميون والبترون وحلبا.
يفتقر سجن حلبا إلى المواصفات الإنسانية والشروط الصحية، ليكون مكاناً لائقاً لإصلاح المحكومين، أو حتى معاقبتهم. فهو يقع في الطبقة السفلية لمبنى سرايا عكار الذي يضم عدداً من المكاتب الحكومية، مما يمنع وصول الشمس والهواء إلى داخله، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات مرضية أغلبها أمراض صدرية. ويفتقر السجن إلى مراحيض صحية. وبسبب عدم وجود مطبخ في السجن، تعاقدت إدارة السجن مع سيدة لتأمين الطعام لنزلائه بعدما كانت التغذية مؤمّنة من مطبخ سجن طرابلس.
حوّل فرع السجون في قوى الأمن الداخلي سجن حلبا عام 2000، من سجن مخصص للموقوفين، إلى سجن محكومين بفترات حبس قصيرة (سنة وما دون بحسب قوى الامن)، أو الذين أصبحوا على وشك الانتهاء من تنفيذ أحكامهم، وذلك للتخفيف من اكتظاظ سجني رومية المركزي وطرابلس، فبات سجن حلبا يضم اليوم نحو 126 سجيناً موزّعين على 5 غرف صغيرة وغرفة كبرى تضم نحو 25 سجيناً. أما طاقة السجن الاستيعابية، فهي بين 70 و80 سجيناً حداً أقصى، وفق بيانات صادرة عن قيادة الدرك. كما تشير هذه البيانات إلى أن الطبابة يؤمّنها مركز حلبا الطبي. في السجن ممرّض لمراقبة وضع السجناء الصحّي. لكن لا أثر لذلك الممرّض في حلبا اليوم.
وصف سجين سابق أمضى سنة وثلاثة أشهر في سجن حلبا السجن، بأنه «أشبه بالقبر»، فلا تهوية داخل الغرف الصغيرة التي لا تدخلها الشمس، ولا تدفئة في فصل الشتاء سوى بالبطانيات والأغطية المتسخة، ولا يسمح للسجناء سوى بفترات قصيرة من «التنزه» في بهو ساحة السجن الضيق خلال فترة الصباح. وأضاف السجين الذي نُقل من سجن القبة في طرابلس إلى سجن حلبا لقضاء باقي فترة محكوميته، إن وضع السجن في حلبا أسوأ بكثير من سجن طرابلس. فالمياه المتوافرة لا تسد الحاجة إليها، وخاصة المياه الساخنة، فضلاً عن انقطاع الكهرباء شبه الدائم وضيق المساحة والظروف الصحية. يذكر أيضاً أن سجن حلبا لا حانوت فيه ليتمكّن السجناء وعائلاتهم من شراء بعض الحاجات الخاصّة. كما أن السجن يفتقر إلى برامج العمل والتعليم والتدريب المهني والعلاج من إدمان المخدرات وحالات نفسية أخرى.
يستطيع زوّار سرايا حلبا والعاملون فيها مشاهدة السجناء خلال فترة الاستراحة عبر سقف السجن المغطّى بشبك حديدي، ما يعرّضهم لحشرية المجتمع وكأنهم عيّنات غريبة عن المجتمع و«فرجة» للناس. دفع ذلك بعض السجناء إلى ملازمة غرفهم وعدم الخروج منها بتاتاً، خشية أن يراهم أحد من أقربائهم أو معارفهم أو ضحايا الجرائم التي حوكموا بأنهم ارتكبوها.