رامي زريقفي لبنان مَن يعتقد أن إسرائيل كيان مسالم لا يطمح إلا للعيش بسلام مع جواره ومع الفلسطينيين. في لبنان مَن يتغنّى بديموقراطية إسرائيل وبتفوّقها في مجالي التنمية البشرية وحقوق الإنسان. وفي لبنان مَن يؤمن بحقوق الإنسان ويمتهن النضال من أجلها. وفي لبنان مَن يجمع المجد من أطرافه بين الإعجاب بإسرائيل والدفاع عن حقوق الإنسان في آن. إليهم هذا التذكير: في السجون الإسرائيلية آلاف المعتقلين السياسيين بينهم مئات الأطفال.
وإسرائيل تعتبر كل عربي يتجاوز سنه الستة عشر عاماً شخصاً راشداً، وتُعامله المعاملة الخاصة بالراشدين رغم توقيعها المواثيق الدولية التي تحدد سن الرشد للسجناء عند الثامنة عشرة.
تسجن إسرائيل أطفال فلسطين الموقوفين بتهمة رشق الحجارة على جيشها العاتي في المعتقلات المخصصة للمجرمين العاديين الإسرائيليين البالغين، حيث يتعرض السجناء السياسيون الأطفال للتحرش الجنسي والعنف العنصري بشكل روتيني وتعدّ هذه الحال جزءاً من العقوبة. كما أن السجناء السياسيين الأطفال يُستجوبون بعنف وباستعمال الأساليب المخصصة للبالغين من تعذيب جسدي وجنسي ونفسي. يُمنع هؤلاء الأطفال من ممارسة حقهم في التعليم، ومن الاعتناء بالنظافة الجسدية وتناول الغذاء المناسب لسنهم.
يُلقى القبض عليهم في أكثر الأحيان بعد اقتحام منازلهم ليلاً. يُكبّلون ويُرغمون على أخذ وضعيات مرهقة لفترات طويلة، فيما ينصرف المقتحمون إلى تفتيش البيت وتكسير محتوياته وتعنيف الأهل وذلك على مرأى من الأطفال. يجري بعد ذلك إخفاء السجناء الأطفال فترات تراوح بين أيام وأسابيع، يصعب خلالها على الأهل تحديد مكان وجود أطفالهم، وهذا طبعاً مناقض لجميع القوانين العالمية التي تحافظ على حقوق السجين السياسي طفلاً كان أو راشداً.
في سجون إسرائيل اليوم أكثر من 300 طفل فلسطيني، 300 صفعة على وجه المنافقين العرب.