في إطار فاعليات 17 نيسان «يوم الأسير الفلسطيني والعربي»، وإحياءً للذكرى الـ30 لاعتقال عميد الأسرى سمير القنطار، أقيمت سلسلة نشاطات، في بيروت والمناطق، دعماً للحركة الأسيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية.في نقابة الصحافة، نظمت هيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين لقاءً تضامنياً، شارك فيه حشد من الشخصيات السياسية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والجمعيات، وعائلات الأسرى في السجون الإسرائيلية، وعدد من الأسرى المحررين.
النقيب محمد البعلبكي رأى «أننا جميعاً من غير استثناء، نشعر بأن جزءاً منا معتقل عند العدو ما دام هناك أسير واحد عربي أو لبناني في سجون الاحتلال».
وبعد كلمة تعريف من رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى الشيخ عطا الله حمود، تحدث ممثل الرئيس سليم الحص عضو منبر الوحدة الوطنية ـــ القوة الثالثة الدكتور نسيم الخوري عن يوم الأسير الذي «يأتي والأمة في حال من التفكك والإحباط والالتباس، والعديد من الأنظمة العربية، إن لم نقل معظمها، تجد نفسها أسيرة سياساتها ورهاناتها التي تتناقض مع أحلام شعوبها وتطلعاتهم إلى الحرية والكرامة».
ووصف النائب حسين الحاج حسن في كلمة «حزب الله»، الأسرى بأنهم «11 ألف منارة ينيرون طريق الحرية والتحرير والكرامة، نحتفل اليوم بيومهم لنقول لهم: إنكم تنيرون لنا الطريق، وإن دماء الشهداء وأيام الأسرى وجراح الجرحى هي التي تصنع الحرية، وهي آتية في يوم لا ريب فيه».
وألقى ممثل حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان كلمة باسم تحالف القوى الفلسطينية قال فيها «إن السبيل الوحيد هو المقاومة والجهاد وأسر جنود الاحتلال، حيث أثبتت التجربة أن أسيراً واحداً لم يغادر سجنه إلا بالمقاومة. لذلك نحن اليوم نتحدث عن تبادل أسرى، وإذا كان جندي واحد لا يستطيع أن يبرم صفقة تبادل، فنحن مستعدون لأسر آخرين، وهذا وعد أحرار بأن نحرر الأسرى في صفقة تبادل لا في صفقة تنازل».
النائب علي خريس، في كلمة عن حركة «أمل»، رفض القبول «بأن يصبح العدو صديقاً، وأن يصبح الصديق عدواً، لأننا نؤمن بالحرية والكرامة والعزة والمقاومة، وإن الوطن لا يبنى إلا على أسس سليمة وصحيحة».
وطالب عباس الجمعة في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، «الدول العربية والمجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي بأن تبقى قضية الأسرى على «أجندة» التحركات اليومية». رئيس المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا رأى أن تحرير الأسير هو جزء من تحرير الوطن. وأضاف: «يقولون لنا في هذه الأيام أنتم وحدكم في هذا العالم تستعملون السلاح والمقاومة وتتحدثون بهذه اللغة، نحن لسنا هواة سلاح، لكن فرض علينا أن نقاوم وبقناعتنا نقاوم، لان إسرائيل تغتصب شعباً وأرضاً بكاملها».
واستنكر النائب مروان فارس، باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، «المشهد المخزي لتقبيل تسيفي ليفني وهي تقف لتحاضر لدى الحكام العرب». وحيا موقف الرئيس بشار الأسد إلى المجددين للفكر القومي العربي.
ووجه عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية من سجن جلبوع الأسير إبراهيم أبو حجلة رسالة، دعا فيها إلى إعادة الاعتبار لوثيقة الوفاق ونبذ منطق المحاصصة، وأشار إلى أن الحركة الأسيرة «تدعو إلى إنهاء الانقسام وإلى الوحدة الوطنية وكسر الحصار».
وللمناسبة، أقيم اعتصام جماهيري أمام مكتب مدير خدمات «الأونروا» في مخيم البداوي، وقد تناوب على الحديث فيه كلّ من مسؤول الحزب الشيوعي الثوري الفلسطيني في لبنان أبو فراس حمدان، ومسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أبو جورج عبد الرحيم باسم منظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مخيّم البدّاوي عاطف خليل. وتحدث جمال سكاف، شقيق الأسير يحيى سكاف باسم هيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين، ناقلاً تحيات عميد الأسرى سمير القنطار إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومنوهاً بـ«الجهود التي تبذلها المقاومة الإسلامية في لبنان من أجل إنجاز صفقة تحرير الأسرى».
وعند المدخل التحتاني لمخيم عين الحلوة، أقامت الجبهة الديموقراطية اعتصاماً تضامنياً، وفي اللقاء بدا المتحدثون كمن يتبارى في مباراة خطابية عن فلسطين والمقاومة. لكن من بعيد كان يأتي صوت عاصف موسى (هتّاف الجبهة الديموقراطية في المخيم): «يا شمس الحرية ضوي ع الكون خلي شعاع النور يحرق بني صهيون».
(الأخبار)