طرابلس ــ عبد الكافي الصمد لم تنته بعد تداعيات نتائج انتخابات مجالس طلاب كليات الجامعة اللبنانية في الشّمال التي جرت الشهر الماضي، إذ تبدلت التحالفات، وطرأت مستجدات تقدمت فيها الخلفيات السياسية على العوامل الطلابية، ما أسهم في إعادة جو التوتر إلى بعض الكليات، بعدما ظنّ الطلاب أنّ انتهاء الانتخابات قد أعاد المياه إلى مجاريها.
ومع أنّ انتخاب رؤساء مجالس الطلاب وتوزيع المهام على المندوبين الفائزين قد مرّ على خير في معظم الكليات، إلا أنّ ما جرى في كلية العلوم ـ الفرع الثالث أشار إلى حجم التجاذبات التي تعدّت إطار الكلية، وإلى دخولها في متاهات السياسة.
فبعدما أسفرت نتائج انتخابات مجلس طلاب الكلية عن فوز شباب المستقبل بـ12 مندوباً من أصل 26، ورابطة الطلاب المسلمين بـ10، وشباب العزم بـ4 مندوبين، برز الصراع مجدّداً على انتخاب رئيس للمجلس الذي كان حكراً على الرابطة في السنوات الأخيرة. وقد تحالفت الرابطة مع العزم (لم يتحالفا أثناء الانتخابات)، وانتخبا عمر قلاوون رئيساً للمجلس، في غياب مندوبي المستقبل الذين أعلنوا أنّ الجلسة غير قانونية، نظراً لحدوثها في غياب مدير الكلية الدكتور أحمد الطيب الرافعي.
هذا التطوّر دفع الأطراف كافّة إلى تبادل الاتهامات، بمخالفة القانون وتسييس الموضوع. فأوضح الرافعي أنّه دعا إلى جلسة انتخاب توزيع المهام بعد أسبوع من الانتخابات، ولكن «فوجئتُ بأنّ 14 مندوباً عقدوا جلسة قبل يوم من الموعد الذي حدّدته وبغيابي، مع مقاطعة 12 مندوباً». وقال: «استوضحتُ الموضوع، فقالوا إنّهم اعتادوا القيام بذلك، فسألت باقي مديري الكليات في الشّمال، فنفوا ذلك، وشدّدوا على أنّه مثلما كلفتنا رئاسة الجامعة الإشراف على انتخابات المندوبين، نشرف أيضاً على انتخابات توزيع المهام».
وأشار الرافعي إلى أنّه حدّد ثلاث جلسات أخرى من غير أن يكتمل فيها النصاب الذي يحتاج إلى حضور النّصف زائداً واحداً، وبعد اتصالات أجراها مع عميد الكلية، الدكتور علي منيمنة، جرى الاتفاق على التعاون مع المندوبين الـ26 مباشرة، بشكل متساوٍ وعادل. وتساءل: «كيف سمح المشاركون في الجلسة بانضمام أساتذة من الكلية مقربين منهم سياسياً، ويعترضون على حضور المدير، ومن يُسيّس الأمور؟».
من جهته، أصدر مجلس الطلاب في الكلية بياناً رأى فيه أنّ إقدام المدير على «حلّ مجلس الطلاب المنتخب قانونياً بحضور مندوب الأساتذة ورئيسي قسمين في الجامعة (الذين يمثِّلون نصف عدد أعضاء مجلس الكلية)، ظاهرة غريبة عن الجوّ الطلابي الجامعي»، مشيراً إلى أنّ «كلّ ذلك حصل بسبب عدم وصول مرشح تيّار المستقبل الذي ينتمي إليه إلى رئاسة المجلس».
وطالب المجلس رئيس الجامعة «بوضع حدّ للتجاوزات التي فاقت الحدود، وليعلم أنّ كلية العلوم ليست فرعاً لأيّ تيّار أو حزب، بل هي لجميع الطلاب، وعليه أن يكون أباً للجميع، وأنّ المجلس سيلجأ إلى القضاء لمحاسبة المخالفين».
وأوضح مصدر في الرابطة لـ«الأخبار» أنّ المستقبل «جهد لاستمالة أحد الأعضاء وإغرائه مادياً لترجيح كفته، إلا أنّ جهوده باءت بالفشل».
في المقابل، شدّدت أوساط طلابية في المستقبل على أنّ «حضور المدير الجلسة ضروري، ونحن قلنا لهم: انتخبوا الرئيس منكم لأنّكم أكثرية، ولكن في جلسة قانونية، إلا أنّهم رفضوا».