رندلى جبورأطلق سكان كفر ياسين الكسروانية شكوى عبر «الأخبار» بشأن انقطاع التيار الكهربائي الذي تتسبب أيضاً بحرمانهم من المياه، التي لا تصل بالجاذبية إلى البلدة والبلدات المجاورة.
أزمة كفر ياسين تبدو أكثر تعقيداً مع بداية فصل الصيف، والحاجة إلى كميات أكبر من المياه للاستحمام والغسل واستخدامات ضرورية أخرى، وأضيفت إلى الأزمة هذا العام الأزمة الاقتصادية، و«من لم يعد بإمكانه شراء علبة حليب بسبب ارتفاع الأسعار، لن يتمكن من شراء «سيترن مياه» بكلفة 25 إلى 30 دولاراً أسبوعياً».
صرخة الوجع طعّمها سكان كفر ياسين بصرخة استغراب عن كيفية وصول المياه إلى «أدما»، علماً بأنها بجوار كفر ياسين، والمضخة التي تجر المياه إليها تجاور تلك التي تجرّها إلى كفر ياسين. والإجابة أتى بها المستغربون أنفسهم: «في أدما كثيرون من أصحاب النفوذ وإيدهم طايلة، أما في كفر ياسين فالناس فقراء وعلى قد حالهم».
«وكأننا نعيش في غابة»، قالها رئيس جمعية المعوّق والمجتمع وابن كفر ياسين فريدي عويس لـ«الأخبار»، وأراد أن يكون «البحصة التي تسند خابية» في هذا الموضوع، فأشار إلى أن «الأحزاب تؤدي دوراً سياسياً ولا تلتفت إلى المواضيع الاجتماعية، ويقتصر عمل الحركات الرسولية على النشاطات الروحية، أما بلدية «طبرجا كفر ياسين أدما الدفلة» فلا تبدي الاهتمام الكافي»، وبين الجهات الثلاث «أهل كفر ياسين بلا مياه».
ويؤكد عويس أن إيرادات البلدية كافية لإقامة أي مشروع «لكن كفر ياسين، المرتفعة مئتي متر عن سطح البحر، مصغّر لما يجري في هذا البلد، ولتأخذ البلدية اشتراكات للمضخة لكي لا تتوقف عن جر المياه»، والختام غصة «إنها مأساة أكثر مم تتصورين، والناس مخنوقة ولا تنقصها مشكلة المياه».
أما رد رئيس بلدية «طبرجا كفر ياسين أدما الدفلة» ضومط كميد: «ليست البلدية شركة مياه بيروت ولا شركة كهرباء لبنان، وليس بإمكانها إلا المراجعة، وهذا ما تقوم به».
وتنقلب الأدوار سريعاً ويصبح الضحية متهماً ليلقي كميد المسؤولية على سكان كفرياسين الذين «يفتحون العيارات أو يكسرونها عند وضعها، ويستخدمون المياه بكميات كبيرة فلا تصل إلى المنازل المتقدمة في البلدة وإلى الطوابق العليا»، والحل في رأيه هو أن تفرض شركة المياه «ظبوطات» على كل مخالف، لكن لا يمكن تطبيق ذلك، فهل يتمكن الأهالي من دفعها؟».
وينتقل «الريس» من اتهام الأهالي إلى الدفاع عن شركة المياه: «شو الموظف حامل المياه ع ظهرو؟». ويضيف كميد إلى «الأسباب الأخلاقية»، سبباً تقنياً لعدم وصول المياه «فالشبكة صغيرة أنشئت لتكفي 1500 منزل مثلاً، فيما كفر ياسين توسعت كثيراً وباتت تقارب 4700 منزل»، وتقع بين «كازينو لبنان» ومنطقة «الصفرا»، وينفي نفياً قاطعاً وصول المياه إلى أدما أكثر منها إلى كفر ياسين «والمعاناة تطالنا جميعاً في كل المناطق».