أبقت السلطات الإسرائيلية على احتجازها للمعتقل اللبناني نسيم نسر، على الرغم من انتهاء فترة سجنه التي استمرت ست سنوات على خلفية التجسس لصالح حزب الله. وذكرت صحيفة هآرتس أن مدة عقوبة نسر انتهت أمس، لكن السلطات الإسرائيلية أصدرت ضده أمراً بالاعتقال الإداري. وأوضحت الصحيفة أن موظفين رسميين إسرائيليين أبلغوا نسر أمس، أنه صدر ضده أمر إبعاد إلى لبنان، وأنه سيكون بالإمكان إبقاؤه قيد الاعتقال الإداري لمدة عشرة أيام أخرى. وقالت مصادر في وزارة الداخلية الإسرائيلية إن مسؤولين من وزارتي الداخلية والقضاء يبحثون في قضية نسر، وقد يتوصلون إلى قرار بخصوص إطلاق سراحه بحلول نهاية الأسبوع الحالي.وعبرت المحامية سمدار بن نتان التي دافعت عن نسر عن خشيتها من أن قرار السلطات الإسرائيلية بإبقاء موكلها قيد الاعتقال نابع من عزم إسرائيل استخدامه كورقة مساومة في صفقة تبادل أسرى مع حزب الله، وخصوصا أن الصليب الأحمر عبّر عن استعداده لنقل نسر إلى لبنان.
وقال نسر لصحيفة هآرتس بواسطة محاميته إنه راغب في العودة إلى لبنان بعد انتهاء فترة محكوميته، وأنه قرر التخلي عن جنسيته الإسرائيلية.
بدورها، أكدت المحامية السورية من هضبة الجولان المحتلة سهى منذر في اتصال مع «الأخبار» أن نسر نقل من سجن هشارون إلى سجن بيسان، وقالت منذر: «تلقيت اتصالاً هاتفياً منه أول من أمس من مكان احتجازه الجديد، وأفادني أنه أبلغ رسمياً بقرار الإبعاد لكنه يخشى أن تطول الإجراءات المرتبطة بهذا القرار، وبالتالي إبقاؤه قيد الاحتجاز الإداري شهوراً عدة».
وفي بيروت، أشارت المسؤولة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر سمر القاضي إلى أن البعثة لم تتلق أي طلب حتى الآن يتعلق بنقل نسر إلى لبنان. وأضافت: «عادة ما يُرسل هذا الطلب قبل ساعات من قرار الإفراج، ونحن على استعداد دائم لنسهل عملية النقل».
وفي البازورية ـــ قضاء صور. عبّر عمران نسر شقيق الأسير نسيم نسر عن أمله بالإفراج القريب. وقال لـ«الأخبار»: نحن في حالة ترقب، وننتظر أي إشارة إيجابية للتأكد من صحة المعلومات التي تتحدث في قرب الإفراج عن نسيم». ورداً على سؤال عن التحضيرات لاستقباله قال عمران: لم نخطط بعد لهذا الأمر، ولكن بالتأكيد فإن حزب الله سوف يعد لنسيم استقبالاً يليق به».
وأردف عمران: «العائلة ترى أن الإفراج عن نسيم ليس نهاية المطاف، فهناك معركة أخرى سنخوضها من أجل أن يستعيد ابنتيه اللتين حرمتا من فرصة لقائه طيلة فترة اعتقاله».
تجدر الإشارة إلى أن نسر من مواليد البازورية ـــ قضاء صور، ووالدته لبنانية يهودية تحوّلت إلى الإسلام، وهاجر إلى إسرائيل بموجب قانون العودة الذي يتيح لكل يهودي في العالم الهجرة إلى إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وتزوج نسر من مواطنة إسرائيلية من أصل روسي تدعى «روتي» وأنجبا ابنتين، فالنتين (13 عاماً) وأدي (7 أعوام)، لكن بعد اعتقاله انفصل عن زوجته.
وطلب حزب الله إطلاق سراح نسر ضمن صفقة تبادل الأسرى في عام 2004، لكن إسرائيل تذرعت في حينها بجنسيته الإسرائيلية، واتخذت قراراً بعدم الإفراج عنه. ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف حزب الله عن المطالبة باستعادة نسر، إضافة إلى 7 أسرى لبنانيين آخرين، على رأسهم الأسير سمير القنطار المعتقل منذ 22 نيسان 1979.
ويحتجز حزب الله الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف منذ أسرهما في 12 تموز من عام 2006 في قرية عيتا الشعب الحدودية.
وكان نسر قد وجه قبل أسبوع رسالة إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، جاء فيها: «مهما كان القرار الصادر، فسأبقى نسيم الذي عرفت، ابن الجنوب الصامد وابن بازورية الشهداء هادي نصر الله وإخوانه».
(الأخبار، يو بي آي)