strong>يشارك تلامذة من مدرسة الجالية الأميركية في بيروت بمسابقة «Volvo Adventure Competition» البيئية في غوتبرغ في السويد من 9 إلى 14 أيار المقبل
ديما شريف
لم يكن تلامذة الصف الثانوي الثاني في مدرسة الجالية الأميركية في بيروت (ACS) يعرفون أنّ مقاطعتهم لكافيتيريا المدرسة ستوصلهم إلى السويد للمشاركة في برنامج «Volvo Adventure Competition». كان هدف ناتاليا ألفاريس، غابرييلا رومانوس وجوني جحا إجبار كافيتيريا المدرسة على توفير طعام صحي واستبدال المتعهد الحالي بآخر. ويعود سبب نقمة التلامذة على الشركة إلى أنها متعددة الجنسية، وتزود الجنود الأميركيين في العراق بالطعام، وتساند بالتالي الاحتلال الأميركي، كما أنها تملك سجوناً في الولايات المتحدة، إضافة إلى سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان. هذا من الناحية السياسية، أما الطعام فقد كان ذا نوعية سيئة، مشبعاً بالدهون، ولا يتطابق مع المعايير الصحية التي يجب أن تكون في المدارس، كما يقول التلامذة الثلاثة. كان ذلك في بداية العام الدراسي الحالي، وبدأت حملة مقاطعة أعدّ لها التلاميذ الثلاثة بمساندة مدرّسة العلوم في المدرسة. «لم نكن نتوقع المساندة التي حظينا بها من أصدقائنا في الصف والتلامذة في الصفوف الأخرى»، يقول جوني. فقد شارك عدد كبير من التلامذة في مقاطعة الكافيتيريا التي أحدثت بعد أسبوع تغييراً في قائمة الطعام، وأضافت طعاماً عضوياً إلى ما كان متوافراً، كما علقت صوراً كبيرة كتب عليها «أطعم المحتاجين» لتشجيع تلاميذ المدرسة والأساتذة الذين شاركوا في المقاطعة للعودة عن قرارهم. وتؤكد ناتاليا أن الكافيتيريا خسرت كثيراً، لذا قامت بحملة العلاقات العامة هذه.
ويرى التلامذة الثلاثة أن الانتصار الأكبر هو أن إدارة المدرسة ألّفت لجنة مؤلفة من إداريين ومدرسين وبعض التلامذة لتأخذ قرار تلزيم الكافيتيريا للسنة المقبلة، أي إن التلامذة سيكون لهم كلمة في مستقبل وضع الكافيتيريا. وقد أبدت شركات محلية عدة تعنى بالطعام الصحي اهتماماً بالتعاقد مع المدرسة.
في شهر كانون الأول الماضي، أخبرت المدرسة التلامذة الثلاثة عن مسابقة «Volvo Adventure Competition» فقرروا المشاركة فيها وقدموا مشروعهم «Sustainability in the cafeteria» أو «الاستدامة في الكافيتيريا»، قبل نصف ساعة من إغلاق باب الترشيح، وهم مقتنعون بأنهم لن يتخطوا التصفية الأولى، فكانت مفاجأتهم كبيرة عندما وصلتهم رسالة إلكترونية من الشركة تبلغهم أنهم تأهلوا عن لبنان من ضمن خمس عشرة مدرسة من حول العالم، وسيقدمون مشروعهم في غوتبرغ في السويد في شهر أيار. وتنفذ فولفو هذه المسابقة وجوائزها عشرة آلاف، ستة آلاف، وأربعة آلاف دولار على التوالي، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتتوجه المسابقة إلى تلامذة المدارس وتكافئ مشاريعهم البيئية. وعدّل التلامذة مشروعهم ليركز فقط على الجانب البيئي عبر تحويل كافيتيريا المدرسة إلى مكان يعنى بالطعام الصحي، واعتمادها على المنتجات العضوية والمحلية لتشجيع المزارعين اللبنانيين، وتغيير سياستها لتصبح معنية أكثر بالبيئة وغير مضرة اقتصادياً وبيئياً للمجتمع الذي تعمل من خلاله.
ينشط جوني، غابرييلا وناتاليا في المدرسة من ضمن برنامج GLOBE (Global Learning and Observations to Benefit the Environment) وهو برنامج مدرسي أنشأته الناسا ينتشر في 110 دول ويشجع الدراسات المتعلقة بتحسين البيئة. ويعرفون أن المشاريع البيئية صعبة ويلزمها التزام كبير. «بعد نقاش دام ساعات، اكتشفنا أننا عددنا كل المشاكل، ولم نطرح أية حلول»، تقول غابرييلا، وتضيف أن الأهم هو محاولة تغيير طريقة تفكير الناس في ما يتعلق بالقضايا البيئية.
«لسنا بحاجة إلى الحكومة أو السلطات السياسية لبدء العمل على تحسين البيئة. فلنأخذ الوقت للتفسير للناس عن المخاطر والإسهام في توعيتهم بشأن أهمية البيئة السليمة»، يعلّق جوني الذي ينوي ورفاقه التبرع بالجائزة لمشروع يعنى بالتنمية البيئية المستدامة في لبنان.