نادر فوزأطلقت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، دايفيد ولش، إلى بيروت، العنان لفريق السلطة لتركيز الهجوم على التيّار الوطني الحر، فكانت ثلاث محطّات أساسية، أوّلها اللقاء الشعبي للنائب ميشال المرّ في المتن الشمالي وانفصاله عن كتلة الإصلاح والتغيير، ثانياً قضيّة «حفريات حالات» التي أعقبتها حملة إعلامية على العماد ميشال عون حمّلته مسؤولية هذه «البلبشة»، وأخيراً حادثة زحلة التي رأى فيها بعضهم أنّ وضع عون الجريمة في إطار الحادث الشخصي «تغطية للمجرمين». واليوم، تستكمل هذه الموجة بموقف الموالاة الرافض محاورة العماد عون ممثّلاً المعارضة، فيما تؤكد مصادر متقاطعة أنّ هذه الموجة ستشتدّ على التيّار مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة ــ إذا حصلت ــ بـ«هدف ضرب العنصر الأهم في قوى المعارضة».
تؤكد قوى الموالاة أنّ القرار الأخير هو نتيجة الاجتماعات الرباعية برعاية السيد عمرو موسى، «حيث اصطدمنا بعناد العماد عون وطلبه الدائم الرجوع إلى حلفائه دون تقديم أي موقف أو قرار في أي موضوع نوقش في اللقاءات».
لا يمكن الفصل بين قرار مقاطعة الحوار مع عون والأداء السابق لفريق السلطة. فـ«الهجمة على التيّار مستمرة منذ ما قبل عودة عون من المنفى»، يقول مسؤول التثقيف السياسي في التيار الوطني الحرّ بسام الهاشم، ويعود إلى شعار عون «لبنان أكبر من أن يبلع، أصغر من أن يقسّم»، عند تسلّمه السلطة مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل، مشيراً إلى أنّ العداء لهذه الوجهة بدأ منذ تلك المرحلة.
أما أهداف هذه الحملة، بحسب الهاشم، فيمكن اختصارها بأربع نقاط: تطويق المقاومة والمشروع المقاوم، ضرب الوحدة الوطنية والإخلال بالتوازن السياسي، الحؤول دون إنعاش الدور المسيحي في لبنان والمنطقة ــــ القضاء على الوجود المسيحي بالهجرة المتمادية كما حصل في العراق ــــ وإحلال نظام في لبنان مطيع للسياسة الأميركية. ويضيف الهاشم إلى هذه الأسباب عاملاً آخر، يتمثّل بتصميم عون على إعادة المسيحيين إلى صلب حركة التحرر العربية ووضعهم رأس حربة في النهضة العربية الثانية. أما مواجهة هذه الموجة فتتبلور عبر أربع نقاط: الاستمرار في كشف الحقائق وفضح الأكاذيب، التشبّث بتعزيز التماسك الداخلي، الثبات في المواقف، والعمل على زيادة الاتحاد داخل قوى المعارضة.
من جهة أخرى، يقول عضو الهيئة العامة في التيار الوطني الحرّ، شارل جزرا، إنّ مواجهة عون بدأت منذ 13 تشرين 1990، لافتاً إلى أنّ انفتاحه على حزب الله وأداءه خلال حرب تموز يؤكدان «عدم تقوقعه في الطائفة المسيحية وسعيه إلى العمل على صعيد الوطن».