لم يبصر ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية النور، رغم مرور أكثر من شهر ونصف على «الوعد الصادق» الذي قطعه وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني للهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين والأساتذة المتعاقدين في 7 آذار الماضي. فالهيئة التي صدمت بالتأجيل أعلنت الإضراب التحذيري في جميع كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها الاثنين المقبل، على أن تتبعه خطوات تصعيدية قاسية، إذا لم يقر الملف خلال بضعة أيام، وإن كانت لا تزال تفترض، بكل حسن النية، أن عدم انعقاد الجلسة ناتج فعلاً عن عدم اكتمال النصاب بسبب غياب ثلاثة وزراء. أما المتعاقدون فانتظروا إقرار تفرغهم، وكلهم أمل بأن معاناتهم قد شارفت على نهايتها، «فإذا بالجلسة قد طارت، أو طُيّرت»، لذا فقد قرروا العودة إلى الإضراب المفتوح، ابتداءً من صباح غد الجمعة، والتوقف عن التدريس في كليات الجامعة اللبنانية، وعدم المشاركة في أعمال اللجان العلمية والأكاديمية إلى حين إقرار ملف التفرغ في مجلس الوزراء، إضافة إلى مقاطعة كل الأعمال التي تتعلق بالامتحانات من طرح أسئلة والمراقبة والتصحيح وإصدار النتائج.وأكدت لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة إنصاف كل الأساتذة المتعاقدين المستحقين والمستوفين الشروط الأكاديمية والقانونية بالتفرغ في الجامعة، بعيداً من الاستنسابية في اختيار الأسماء، وإعلان المعايير التي على أساسها سيجري التفرغ. ورأت اللجنة أنّ من يعطّل إقرار الملف سيكون المسؤول الأول عن ضياع العام الدراسي الحالي، لأن الأساتذة المتعاقدين لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال إنهاء العام الدراسي قبل إقرار التفرغ. وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعاً في مبنى كلية العلوم في المدينة الجامعية في الحدث.
من جهتها، عقدت الهيئة التنفيذية اجتماعاً في مقرها في بئر حسن، رفضت فيه أي تباطؤ في إقرار المطالب المرفوعة إلى مجلس الوزراء، وفي مقدمها ملف التفرغ. وشددت على ضرورة الإسراع في إقراره وإبعاده عن التجاذبات على أنواعها حفاظاً على حقوق الأساتذة المتعاقدين المعنيين، وخصوصاً أنها جهدت لإنهاء دراسة الملف وإيصاله إلى طاولة مجلس الوزراء. كما طالبت الهيئة بإصدار مرسوم الجمعيات الجامعية في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية تأميناً لديموقراطية التعليم وتحقيقاً للإنماء المتوازن.
من جهة ثانية، حددت الهيئة موعد إجراء انتخابات المندوبين للدورة الانتخابية المقبلة 2008ـــ2010 في جميع كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها يوم الخميس الواقع فيه 29 أيار المقبل.
(الأخبار)