strong>بوكين يشيد بـ«مبادرة» الحريري وبيريا يتحدّث عن «غالبيّة» في 13 أيّار
برّي: من يحاول الخروج من الحوار يخرج من الوطن في عيد العمال، ومن باب المشاركة في منتدى اقتصادي، يعود «العامل» العربي على ملف لبنان عمرو موسى، إلى بيروت، وعينه على جلسة 13 أيار، فيما يبدو أن عين الحكومة على رفع عدد أعضائها، بحجة أن النصاب يرجئ رفع الأجور! في معزل عن النتائج، فإن عودة الأمين العام للجامعة العربية إلى لبنان اليوم، واستئناف «لقاء الأربعاء النيابي المفتوح»، وعمل اللجان النيابية ــــ وإن بنواب المعارضة فقط ــــ سيرفدان المشهد السياسي بحيوية أكيدة، أقلها بإضافة بنود جديدة إلى جدول أعمال السجالات اليومية، رغم أن الصدارة ستبقى لموضوعي الحوار والانتخاب الرئاسي.
فلقاء الأربعاء عاد أمس، في حضور دزينة من نواب المعارضة، وكان مناسبة ليجدد فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده أن دعوته إلى الحوار هي «لإنقاذ الوطن والجميع، لأن الأزمة لا تحل إلا بالحوار». ونقل عنه النواب أن «من يحاول الخروج من الحوار يخرج من الوطن»، إضافة إلى قوله: «إننا كمعارضة قدّمنا كثيراً من التنازلات، لأننا كنا وما زلنا نتطلع إلى مصلحة الوطن لا إلى مصلحتنا كفريق سياسي».
ومن عين التينة، وصف رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، بري، بأنه «يتحلى بصبر أيوب، وهو حريص على أن يحمل لواء الصبر» بدعوته دائماً إلى تهدئة الأمور والحوار ومحاولة لم الشمل. فيما وصف دعوة الموالاة إلى الحوار الثنائي بـ«التشاطر والتذاكي»، قائلاً إن «هذا مرفوض».

عون: زيارة سوريا مهمّة وعزيزة

كذلك أشاد النائب ميشال عون، بعد ترؤسه اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، ببري، قائلاً إنه «الأقدر على الحل»، وطالب الحريري بإعلان جوابه على طرح بري لأن «قبول المشاركة بالحوار لا يكون في السر»، مؤكداً أنه «أينما وضعوا الجواب الإيجابي، سواء في عين التينة أو الضاحية أو في الرابية أو في طرابلس أو عند المير طلال فهذا جيد، نحن لا نتصارع بين بعضنا ومن يتحدث باسم من». وإذ اتهم الموالاة بأنها تريد الاحتفاظ بالقرار كاملاً، أردف: «لن نقبل بأقل من المشاركة الكاملة في الحكم».
وحمّل مسؤولية الفراغ لـ«المشاركين بالسلطة أولاً، وللداعمين لهم من الخارج والمواقع التي لا صفة سياسية لها وتستعمل لتغطية المؤامرة». ورأى أن «الكل من الشرق والغرب» بات يسمح لنفسه في التدخل بقضايا لبنان، «بل أصبح منهم من يترأس اجتماعات قوى الموالاة ومنهم من يصرح عنهم ويأخذون مكانهم». ورفض اتهام المعارضة بالتعطيل، قائلاً إن «من يعطّل هو من يصرح عن بعد آلاف الكيلومترات ويقول لهم: «وقفوا وجمدوا ونحنا وراكن»، هذا المحرض هو من يعطل. كل المعطلين هم خارج اللعبة اللبنانية».
وقال إنه لا مانع لديه من زيارة سوريا «عندما تصبح الظروف مكتملة، وأتمنى أن تنضج في أسرع وقت لأنها زيارة مهمة وعزيزة بالنسبة إلينا». وأوضح أن تحذيره من التوطين «ليس عدائياً ولا شوفينياً، بل على العكس هو دفاع عن حق العودة وعن حقوق الفلسطينيين».
كمارأت كتلة الوفاء للمقاومة، إثر اجتماعها أمس، أن «الضمانة الوحيدة المتاحة للوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية، هي التفاهم الكامل على كل بنود جدول أعمال الحوار المطروح» من بري. وأضافت أن مبادرة الأخير «هي فرصة إنقاذية جديدة، لا يجوز إغراقها بشروط الموالاة، كما لا تجوز تجزئتها بهدف تعطيلها». وقالت إن «أصل الأزمة هو في تنكّر فريق السلطة للشراكة الوطنية، والحل منحصر في العودة إلى الالتزام أولاً بهذه الشراكة»، مردفة «أن خطيئة الإصرار على تغييب طائفة بكاملها وتهميش طائفة أخرى في السلطة التنفيذية، دون أن يرف جفن لرئيس فريق السلطة، لا يغفرها ولا يشفع لها عند اللبنانيين التباكي المخادع على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية». وانتقدت «التصريحات والمواقف الصادرة عن مواقع إقليمية مسؤولة، التي تتجاهل المعطيات الموضوعية للأزمة»، مشيرة إلى أنها «لا يمكن أن تخدم إلا تعطيل الحلول».
وبرز أمس نشاط مكثف لعدد من السفراء الأجانب، حيث زار سفير إسبانيا ميغيل بنزو بيريا، النائب سعد الحريري، ونقل عنه أنه لا يزال ينتظر تحديد موعد له مع بري، وأنه إيجابي ومتفائل «إلى حد ما»، وأن تفاؤله «مبني على اعتقاده بأن موقف قوى 14 آذار يتوافق مع موقف قوى 8 آذار في ما يتعلق بالانتخابات». كما نقل عنه أن «إجراء الانتخابات النيابية على أساس القضاء أمر مقبول من 14 آذار، كما أن إعلان المبادئ الذي يقترحه الرئيس بري في ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية يمكن أن يتوافق عليه»، مع تشديده «على ضرورة الانتخاب الفوري للعماد ميشال سليمان». وذكّر بيريا أيضاً أن الحريري يتوقع توافر غالبية في جلسة 13 أيار «تترجم التوافق» على انتخاب سليمان، متحدثاً عن «أرض لموقف مشترك مع قوى أخرى في المجلس قد تظهر بوضوح للرأي العام أن الانتخابات قد تحصل».
كذلك التقى الحريري الوزير حسن السبع، واتصل بالعلّامة السيد محمد حسين فضل الله، وأفاد مكتبه الإعلامي بأنهما «توافقا على العمل لتعزيز الأجواء الحوارية». واستقبل أيضاً مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، الذي شنّ هجوماً عنيفاً على حزب الله، قائلاً إن أمن منطقة إقليم الخروب بدأ «يهتز أمام غزوات خارجية». واتهم الحزب بأنه «يشتري شباب السنّة وعلماء سنّة»، مطالباً الدولة بـ«إخراج المسلّحين الذين يسيرون في ركاب حزب الله من منطقة الإقليم»، كما طالب الحزب بسحبهم «حتى يحافظوا على أمن الشيعة أوّلاً وعلى استقرار المنطقة»، وإلا «فلتسمح لنا الدولة بأن نحمل السلاح، ونحمّله لأبنائنا حتى يدافعوا عن أنفسهم في مثل هذا الموقف. العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم».

بان اتّصل بالسنيورة ومعوّض التقت رايس

وبعد اتصال الرئيس الأميركي، تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ركّز خلاله السنيورة، بحسب مكتبه الإعلامي، على «ضرورة العمل لاستكمال تنفيذ القرار 1701، وخصوصاً ما يتعلق منه بمزارع شبعا»، إضافة إلى عرض الخطوات الآيلة إلى إنشاء المحكمة الدولية. واتصل السنيورة بولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز، مطمئناً إلى صحته. كما التقى سفير روسيا سيرغي بوكين الذي كرر موقف بلاده الداعي إلى انتخاب الرئيس التوافقي في أسرع ما يمكن، مع احترام الدستور، «وفي إطار التحاور بين الفريقين، على أساس التوافق على كل المواضيع التي تهم الفريقين». وكرر تأييد المبادرة العربية ومبادرة بري و«المبادرة الجيّدة والسليمة الخاصة بالشيخ سعد الحريري بالنسبة إلى التفاوض بشأن الانتخابات الرئاسية». وقال: «أعتقد بأنه في لبنان ليس هناك أدنى مجال لخيبة أمل».
وزار سفير إيطاليا غبريال كيكيا، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، والوزير فوزي صلوخ، وأمل أن تسهم «الاتصالات الجارية، حتى موعد 13 أيار، في دفع الوضع إلى الأمام، وأن توصل إلى انتخاب توافقي». وكرر التزام بلاده «تعزيز السلام والاستقرار في لبنان».
كذلك التقى صلوخ سفيرة جورجيا المعتمدة لدى لبنان والمقيمة في الأردن، ايكاترينا مايرنيغ ميكادزه، والمنسّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، الذي اختتم أمس زيارته للبنان. وذكر بيان لمركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، أنه شدد خلال مشاوراته «على التزام الأمم المتحدة سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله، وسلاماً عادلاً ودائماً وشاملاً في الشرق الأوسط، يقوم على قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية».
وفي واشنطن، التقت الوزيرة نايلة معوض وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وذكر مكتبها الإعلامي أنها ستلتقي أيضاً عدداً آخر من المسؤولين الأميركيين، أبرزهم نائب الرئيس ديك تشيني، «ومسؤولون كبار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وشخصيات بارزة في الكونغرس».
وفي المواقف، رأى البطريرك نصر الله صفير، أمام وفد من نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم، زاره لمناسبة مرور 22 عاماً على تبوّئه السدة البطريركية، أن العقبات أمام الانتخاب الرئاسي «هي أن النواب لا يريدون الانتخاب، وهم تحت تأثير ربما آت من الخارج أو الداخل». ومع إشارته إلى أن «التوافق هو المطلوب»، قال إن «الأكثرية هي التي تحكم والأقلية هي التي تعارض، وتنقلب الأدوار، والمعارضة تصبح موالاة والعكس صحيح. لكن يبدو أن هذا الأمر في هذه الأيام غير معمول به في بلدنا». وكرر أن «الديموقراطية لا تقضي بالتوافق دائماً». كما كرر موقفه المؤيّد لنصاب الثلثين في الدورة الأولى، وتفضيله القضاء المصغّر في الانتخابات النيابية. وقال: «تفاءلوا بالخير تجدوه، وإن لم يتم في 13 أيار انتخاب رئيس للجمهورية يجب أن يتم في موعد آخر».
وأعلن كرم أن صفير سيزور جنوب أفريقيا وأميركا وإسبانيا وقطر. فيما نقل عنه النائب هادي حبيش تأكيده «ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة 13 أيار دون وضع الشروط أمام الانتخاب». وقال إنه اقترح عليه «دعوة النواب المسيحيين إلى أي كتلة انتموا للقاء موسّع يعقد في بكركي لبحث الوضع المسيحي، والطلب إلى النواب النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية».
ووصف الرئيس أمين الجميل، وضع شروط لانتخاب رئيس بـ«الهرطقة»، وحمل على النائب ميشال عون دون أن يسميه، بالقول: «يزايد بعضهم علينا برفعه الصوت عالياً للمطالبة بتعزيز صلاحيات المسيحيين في المؤسسات، وفي الوقت نفسه ينسف العنصر الأساسي الذي من دونه لا توازن بين المؤسسات، وهو رئاسة الجمهورية. فهو يطالب بالشيء وعكسه». وحمّل مسؤولية الوضع «لهؤلاء الذين ينسفون مقوّمات هذا البلد، ويدفعون شبابه وأولاده إلى الهجرة. لا بد من إيجاد الحل والجلوس على الطاولة للتوصل إلى الحل. ولكن بعد التوصل إلى الحل، ماذا نقول للذين أفلسوا أو هاجروا؟ كيف سنعيد هذه الطاقات إلى لبنان؟ من سيواجه الناس بعد إيجاد الحل؟ ولكن بأي ثمن؟». وأعلن توافق 14 آذار على أي «قانون انتخاب يضمن التمثيل المسيحي الكامل... فإذا كان القضاء يجسّد هذا التمثيل فنحن معه».
وتحدث النائب مصطفى علّوش عن «مطالبة متزايدة ومكثّفة» من جميع نواب الأكثرية لانتخاب رئيس «بالأكثرية المطلقة، بعدما تبيّن أن قوى 8 آذار تريد أن تبقي الفراغ إلى ما لا نهاية»، رافضاً «الربط بين مسألة الانتخاب بالنصف زائداً واحداً وزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة في 13 أيار».
في هذا الوقت، علّق سفير ألمانيا هانس غورغ هابر، خلال افتتاحه ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، أمس، معرض صور لمصوّرين شباب في قاعة البلدية، على التهديدات لـ«اليونيفيل»، بالتمنّي على «المواطنين وسكان المخيمات الفلسطينية أن يتحلّوا بالوعي والذكاء الكافيين لمنع» حصول اعتداءات على القوات الدولية. وشدد على أن تنفيذ القرار 1701 «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجانبين: اللبناني والإسرائيلي»، لافتاً إلى أن تقرير اليونيفيل عن خرق مسلّحين للقرار لم تكن فيه إشارة إلى حزب الله.