strong>الكسليك ــ جوانّا عازاريحمل العميد الجديد لكلية الطب في جامعة الروح القدس الكسليك الدكتور كمال كلّاب رؤية تغييرية للكلية، لكونه يجمع بين الخبرة الطبيّة والمهارات الإداريّة الأكاديميّة. فتطوير الكليّة يفرض، بحسب كلّاب، إعادة النظر بالبرامج التعليميّة، والهيكليّة وطريقة التقويم الذي يطال الطلاّب والجهازين التعليمي والإداري على حد سواء. ويسعى كلّاب إلى تزويد الطلاب بأعلى مستوى من الكفاءة والمبادئ، عبر إدراج مادّة تنشئهم على القيم الأخلاقية، وتحضهم على تطبيقها في ممارساتهم اليوميّة مع المرضى المختلفي الطباع والأوساط والأعمار...
وكانت كليّة الطبّ في جامعة الروح القدس الكسليك قد أنشئت عام 2002 كنتيجة طبيعيّة لوجود مؤسّسة تعليميّة هي الجامعة، ومركز استشفائي هو مستشفى سيدة المعونات في جبيل. وتستحدث الكليّة اليوم برنامجاً تخصّصياً في سيدة المعونات ما يجعل العلاقة بين المستشفى والكليّة عضويّة ويؤدّي إلى خلق مركز استشفائي جامعيّ متكامل يجمع بين التعليم النظريّ والتدريب.
من جهة أخرى، يعمد كلاّب إلى تحقيق تقويم تدريجيّ لأساتذة الكليّة ما يحثّهم على تطوير مهاراتهم بشكل مستمرّ، إلى جانب تقويم الطلاب. ويندرج هذا الأمر في ما يسمّى الحلزون التعليميّ الذي لا ينتهي ويطبّق على الأساتذة والطلاب على حدّ سواء. ويركز العميد الجديد على تطوير الأبحاث التي تتعلّق بالأمراض عبر الاستفادة من المختبرات المتطوّرة في كليّة العلوم في الجامعة، والتي يجري طلابها دراسات عن أمراض جينيّة بالتعاون مع جامعات أجنبيّة.
ويطال التغيير طريقة إعطاء المواد التعليميّة في الكليّة فتبتعد عن التلقين وتفتح المجال أمام الطلاب ليكونوا فاعلين ويتفاعلوا مع الدروس التي يتابعونها، فيشعرون بالتالي بمشاركتهم في تقرير مسارهم المهنيّ والعلميّ. فالحصص التفاعليّة تتيح لهم عرض أفكارهم وتحضير أجزاء من الدروس وتخوّلهم لعب دور الأساتذة في مكان ما. وسيسمح التغيير للطلاب بالمشاركة في القرارات الأساسيّة التي تهمّ التعليم، فيعرضون من خلال ممثلين عنهم وجهة نظرهم في أيّ تعديل يطرأ على الموادّ أو البرامج، ويساهمون بطريقة ما في القرارات ما ينمّي شخصيّتهم ويحضّرهم للعب أدوار قياديّة في المستقبل.
ورغم كلام كلاب عن التخمة في عدد الأطباء في لبنان بحيث يصل المعدّل إلى طبيب واحد لكلّ 300 شخص، فانّ حلّ المشكلة العدديّة يتمثل في تخريج أطباء كفوئين لأنّ مركز الطبيب المميّز محفوظ، كما يقول. ويبقى أنّ بعض طلاب الكليّة يحظون بفرصة السفر إلى الخارج لإجراء أبحاث معيّنة بحكم الإتفاقيات بين جامعة الروح القدس الكسليك وجامعات في أميركا وأوروبا.