في قاموس الطفل الفلسطيني محمد ميعاري، الذي لم يكمل عامه السادس، الكثير من المفردات التي تدل على أن معاناته كلاجئ جعلته محصناً سياسياً و«مثورناً»، من مفرداته التي تحدث بها خلال الاعتصام التضامني الذي أقامه مئات الأطفال تحت عنوان من «أطفال عين الحلوة الى أطفال غزة تحية»، ضرورة عدم القول «إسرائيل» بل «الاحتلال» أو «الكيان العنصري»، أو «مجرمو حرب يقتلون الأطفال».محمد كان أمس مع المئات من أترابه من طفولة فلسطينية مشردة في الشتات، جاؤوا من رياض الأطفال إلى روضة الشهيدة هدى شعلان في مخيم عين الحلوة، ليتشاركوا في وقفة تضامنية مع جيلهم في غزة الذي يذبحه الإسرائيليون.
في الاعتصام التضامني غنى الأطفال وهم يرتدون زيّهم المدرسي أغاني الثورة، وأبرزوا مواهبهم شعراً وهتافات. مروى الخطيب ابنة الأربع سنوات التي ارتدت زيّاً فلسطينياً قالت إن «فصلي وأصلي»، سيبقى هناك في الملاحة (اسم قرية أجدادها)، لم ترهبها الوقفة، كانت سيدة الكلام والغناء «يا فلسطين الدار زيتونك إكليل الغار، شعبك أطفالك ورجالك وحجارك صاروا ثوار». اختتم الاعتصام بكلمة المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، ألقتها المشرفة التربوية آمال الشهابي.
وفي صيدا أيضاً انقسم حراك المشهد التضامني مع غزة «توأمة المدينة» إلى ثلاثة: لقاء تضامني في بلدية صيدا بدعوة منها ومن القوى السياسية الداعمة لها، خلص إلى توصيات، بينها تجمع بعد صلاة الجمعة، لقاء علمائي في دار الفتوى للأئمة والمشايخ من أجل إثارة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ثلاثة لقاءات فلسطينية ولبنانية للنائبة بهية الحريري، بينها اللقاء الدوري للقاء التشاوري الصيداوي لبحث الموضوع الفلسطيني.
في صور نظمت اللجان النسائية لحركة حماس في المخيمات أكبر اعتصام فلسطيني ولبناني في مخيم البص قرب صور، استنكاراً للمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد غزة.
وقد جرى الاعتصام بمشاركة نحو ألفي سيدة وطفل من مخيمات صور، رُفعت خلاله شعارات معادية لأميركا وإسرائيل، ويافطات كتبت عليها عبارات بالعربية والإنكليزية، منها «الموت لإسرائيل» و«الحياة لأطفال غزة». كما رُفعت مجسّمات تمثل الطفل الرضيع الذي قتل بنيران إسرائيلية في غزة، وقد تجمهرت النسوة أمام مكتب وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في مخيم البص.
وفي بيروت، نظم مجلس الطلبة في حرم بيروت في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU اعتصاماً طالبياً «تضامناً مع أهل قطاع غزة واستنكاراً لما يتعرضون له من هجمة عسكرية تطال الإنسان والبنيان»، شاركت فيه معظم القوى الطالبية «تأكيداً للرفض المطلق للسياسة العدوانية المتبعة ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع». كما نظمت «رابطة الطلاب المسلمين» بالتعاون مع القوى الطلابية الفلسطينية في جامعة بيروت العربية، اعتصاماً من أجل نصرة غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتخللت الاعتصام حملة تبرعات مالية.
وأمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحمرا، نفذ «براعم الجماعة الإسلامية» و«روضات براعم الأقصى الخيرية»، اعتصاماً بدعوة من الجماعة الإسلامية وحركة «حماس»، ورُفعت اليافطات التي تندد بالمجازر الإسرائيلية والصور التي تمثل الاعتداءات التي لحقت بالأطفال.
وفي بلدة سرعين الفوقا في قضاء بعلبك، نظمت حركة «أمل» لقاءً تضامناً مع الشعب الفلسطيني ولمناسبة أربعينية الإمام الحسين، بحضور عضو هيئة الرئاسة الدكتور قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، وأعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية وفاعليات.
وفي مخيم البداوي، نفّذ أطفال الروضات والمؤسسات التربوية والاجتماعية وتلاميذها مسيرة تضامنية مع قطاع غزة، اجتازت الشارع الرئيسي في المخيم، قبل أن يتجمّع المشاركون فيها أمام مقر اللجنة الشعبية.
في موازاة ذلك، وُزّع بيان في مخيّم البدّاوي حمل توقيع «أبناء فتح الياسر»، أشار إلى أن «الخيانة والمؤامرة المدروسة هما ما أعطى الذريعة لتدمير مخيّم نهر البارد وتشريد أهله، وأعطى الذريعة للعدو الصهيوني القيام بمحرقة في غزّة». إضافة إلى ذلك، أقامت الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية في طرابلس والشّمال، لقاءً جماهيرياً في قاعة «مجمّع التوجيه الإسلامي» تضامناً مع غزّة، تحدث فيه أمين سرّ القوى والهيئات الشّمالية عبد الله خالد، ورئيس جمعية «التوجيه الإسلامي» الشيخ غالب سنجقدار، والأمين العام لحركة «التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان الذي انتقد الأنظمة العربية «لتخاذلها عن دعم الفلسطينيين».
كما تحدّث في اللقاء مسؤول «حزب الله» في الشّمال محمد صالح، الذي رأى أنّ «كلّ المجازر والجرائم الإسرائيلية تحصل على مرأى المجتمع الدولي الصامت ومجلس الأمن المنحاز»، كما كانت كلمات لـ«اتحاد الشباب الوطني»، ورئيس «التنظيم القومي الناصري»، و«المركز الوطني للعمل الاجتماعي» في المنية، دعت إلى «قيام أوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني»، وأكّدت على «الحقّ في مقاومة الاحتلال حتى التحرير».
على صعيد المواقف، أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم «أن موضوعي دعم المبادرة العربية في شأن لبنان وأحداث غزة المأساوية وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي، أضيفا بطلب منه إلى جدول أعمال الدورة العادية للبرلمان العربي الانتقالي التي تعقد في القاهرة بين السادس من آذار الجاري والعاشر منه».
كما صدرت مواقف منددة عن كل من: منبر الوحدة الوطنية ـ القوة الثالثة، لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية في الشّمال، اللقاء الوطني اللبناني، الرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.

(شارك في التغطية:
خالد الغربي، عبد الكافي الصمد،
علي يزبك وبهية العينين)