كلّ الحق مع قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو هذه المرة مصيب على غير عادة ودرجة.فلبنان يعيش اليوم وضعاً اقتصادياً لا يُحسد عليه، والحد الأدنى للأجور لا يكفي لسد جوع عائلة بالخبز وحده، ومن الصعب تدفئة المنازل في موجات البرد، والفقر يطال فئات أوسع من اللبنانيين. السياسيون يحرّض بعضهم على بعض، وما بقي من ثورة الأرز مجموعة شتائم.
لم تصل البلاد فقط إلى حالة من انفلات الأمن السياسي، واغتيال قادة من الأكثرية، وتنفيذ عمليات استخبارية غربية وإسرائيلية، بل إلى إنشاء مربّعات أمنية للمعتدلين العرب في العاصمة، وإلى حروب داخلية صغيرة، وإطلاق نار يمكن أن يصيب أياً كان، قبل أن تُطوى الملفات كالعادة أو يطويها الزمن. ووصل الانفلات حد إمكان إطلاق قذائف صاروخية ابتهاجاً لظهور زعيم مفدّى على شاشات التلفزة.
وصلنا إلى حدود الحرب الأهلية، بل إلى حرب أهلية باردة. وثمة من يسعى يومياً إلى تسخينها.
سمير جعجع على حق هذه المرة، ووافق قوله الواقع: «لولا مساعدة الولايات المتحدة لثورة الأرز لما كان لبنان كما هو اليوم».
فداء ...