نادر فوزالعماد ميشال عون: «الغياب أفضل من الحضور في القمة العربية». الدكتور سمير جعجع ناشد «الدول العربية مقاطعة كاملة للقمة العربية في دمشق». اتّفق الزعيمان المسيحيان على وجوب عدم مشاركة لبنان في القمة العربية، حتى لو اختلفت الأسباب، إن كان من حيث عدم صحة تمثّل اللبنانيين بحكومة الرئيس السنيورة أو من حيث مقاطعة «دولة عربية تعمل على تعطيل انتخابات رئاسية لدولة عربية أخرى».
عن موقف عون، يؤكد عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب عباس هاشم أنه أفضل للبنان الغياب على أن يمثّل بحكومة غير ميثاقية ومسؤولين غير شرعيين. وعكس ما يرى البعض، يرى هاشم أنه في حال عدم حضور اللبنانيين هذه القمة، يحقق لبنان عدداً من المكاسب «بينها أن يفهم كل العرب أنّ غياب أي كيان من الكيانات هو مقدمة للمسّ بكل الكيانات الأخرى»، مشدداً على حرص التيار الوطني الحرّ على عدم تمثّل لبنان بشكل خارج عن نطاق العادات والعرف والدستور. وأنّ من إيجابيات عدم التمثّل «فتح النقاش حول المأزق العربي وغياب الدور العربي عن كل الجبهات العربية حيث تعصف الصراعات الداخلية أو الإقليمية»، مضيفاً أن غياب لبنان يمكن أن يترجم رسالةً مفادها أن الصراع العربي لا يجري فقط على الأراضي اللبنانية، «بل يمتدّ من المحيط إلى الخليج».
ويختم هاشم تفسيره لموقف التغيير والإصلاح قائلاً «من يدّعي الحرص اليوم على الجمهورية ومقعد الكرسي الرئاسي، هو من منع الرئيس اللبناني من حضور القمة الفرنكوفونية الأخيرة».
ويكمل عضو الكتلة نفسها، النائب نبيل نقولا، ترجمة الموقف بقوله إنّ «البحث العربي في الأزمة اللبنانية سيكون رمزياً خلال القمة»، وإنّ المشاركة اللبنانية إذا تمّت ستكون كالسابق «دون أي دور فعلي بل بأسلوب المتفرّج»، ليعود ويتساءل عن دور القمة العربية وما قامت به من إنهاء الأزمات العربية منذ عام 1948.
من جهة أخرى، يؤكد مصدر قواتيّ مسؤول أنّ مشاركة الدولة في قمة دمشق «تعطي الشرعية للقرار السوري بإلغاء لبنان»، وهو نهج متواصل منذ ما بعد الطائف حتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى الأزمة الحالية. ورفض المصدر القواتي ما يحاول البعض تسويقه من أنّ الدعوة إلى عدم المشاركة في القمة هي دعوة لتمديد الأزمة اللبنانية الداخلية وتوجّه واضح لمنع التوصل إلى حلّ بين القوى اللبنانية، مؤكداً «كيف يمكن هؤلاء إطلاق هذه الاتّهامات وهم يزعمون أنهم حريصون على الوطن؟». ويضيف أحد المسؤولين التنظيميين في القوات اللبنانية أنّ «تقاطع موقفنا وموقف التيار الوطني الحرّ يعني أنّ الهدف واحد هو قيام دولة لبنانية قوية ذات وجود مسيحي فاعل» حتى لو اختلف الأسلوب وأنّ مشكلة القوات مع المشاركة لا تعكس خلافاً مع السلطة، «إنما هو موقف مبدئي وجذري من النظام السوري المستمر بمحاولاته السيطرة على لبنان وهدم المؤسسات الشرعية».
ويكمل المسؤول حديثه، لافتاً إلى تخوّف قوى 14 آذار من أي تحرك تقدم عليه المعارضة قبل انعقاد القمة أو خلالها، إذ «إننا تعوّدنا المغامرات التي تتميّز بها المعارضة». ونفى القواتي أن يكون هذا التخوّف سبب دعوة جعجع إلى مقاطعة قمة دمشق، «التي يسعى النظام السوري إلى عقدها لإثبات شرعيته ومشروعية مصالحه في لبنان والمنطقة». وعن موقف القوات اللبنانية إذا شاركت الحكومة عبر وزير الخارجية بالوكالة، كما أشيع، يقول إنّ التشاور لا يزال قائماً بين قوى الأكثرية «ولكل حادث حديث»، مستبعداً أن يؤثر الأمر على ثورة الأرز.