strong>عفيف دياب«على اللبنانيين أن يستعدّوا لمواجهة ارتدادات هزة القمة العربية التي ستعقد في دمشق أواخر الشهر الجاري». نصيحة مجانية وجّهها مسؤول حزبي سابق يقف في الوسط، بعدما كان ميّالًا أكثر نحو المعارضة التي لم تستطع حتى اللحظة ـ كما يقول ـ «تحقيق مكسب واحد، ولم تضع برنامجاً تقود من خلاله الصراع السياسي مع فريق سلطوي يستعينبالخارج».
ويستطرد بأن ما تشهده العاصمة المصرية من هجمة لبنانية لقوى الصراع المحلّي، وإن كانت الغلبة فيها لفريق الموالاة الذي أرسل ثلاثة وفود تشرح وجهة نظر واحدة، فيما اكتفت المعارضة بإرسال وزير مستقيل لهدفين: تمثيل لبنان في مؤتمر وزراء الصحة العرب المنعقد في القاهرة، ولقاء الأمين العام للجامعة العربية بتكليف من رئيس مجلس النواب. «ولا يختلف الأمر عما كنا نشهده من وفود تزور دمشق ثم تعرّج على عنجر خلال العهد السوري الذي حكم لبنان طوال ربع قرن ولم يقدم بعد قراءة نقدية جدية لدوره في لبنان وما تراكم من أخطاء أوصلتنا إلى ما نحن عليه».
ويضيف أن هذا الانتقال اللبناني مع وجهات النظر المعروفة إلى القاهرة، والتي لا تقدم ولا تؤخر، هو «مضيعة للوقت، لأن القرار ليس في يد اللبنانيين، بل في عواصم إقليمية ودولية. فلماذا التعب والسفر شرقاً وغرباً؟».
ويقول المسؤول الحزبي السابق إن «الخبر الوحيد الذي وصل من القاهرة، وهو أيضاً ليس جديداً ولا عاجلاً، هو أن السيد عمرو موسى قد يزور بيروت قبل 11 الجاري، وأن لا أفكار جديدة أو مشاريع أفكار تعيد الروح إلى المبادرة العربية، وعلى اللبنانيين وقادتهم في الموالاة والمعارضة أن يستعدوا لمواجهة ما بعد ارتدادات هزة القمة العربية التي ستعقد في دمشق، إذ إن ما قبل القمة يختلف عما بعدها، ودمشق لن تقف مكتوفة حيال تصرفات بعض الرؤساء والملوك الذين قرروا الدخول في مواجهات معها من الباب
الواسع».
ويتابع أن دمشق و«حسب ما لدينا من معطيات، ليست في وارد تقديم تنازلات تذكر بشأن الأزمة اللبنانية، وأنها تلقّت إشارات مزعجة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي قال للنائب وليد جنبلاط، خلال لقائهما الأخير في الرياض، إن (الرئيس بشار) الأسد سيرى ماذا يفعل أنصاف
الرجال»!
وينقل المسؤول الحزبي السابق، الذي رفض مراراً وتكراراً عروضاً مغرية من الأكثرية لينضم إلى صفوفها ومواجهة «خصم» معارض لها الآن كان رفيق دربه أيام «النضال الجميل»، ينقل عن قادة في الأكثرية أنه «سمع بعضهم يتحدث عن ضرورة إعادة ترطيب الأجواء مع دمشق، ولكن هناك وجهات نظر عند أغلبية الأكثرية تقول إن النظام السوري لن يبقى أكثر من ستة أشهر بعد، وبالتالي لا يجوز ترطيب الأجواء معه أو تقديم تنازلات. فالملك السعودي أصبح على اقتناع تام بأنه لا بد من تغيير النظام في سوريا ووجوب التحضير لانتقال هادئ إلى سلطة جديدة في دمشق تحوز رضى كل العرب والقوى الدولية
الأساسية».