strong>صيدا ـ خالد الغربيأراد طلاب الجامعة اللبنانية الدولية في صيدا التي تتلون انتماءات طلابها وتتعدد، دون طغيان لون سياسي محدد، أن يتوحدوا حيال الدم المدرار في غزة. لكن الانقسامات والوحول اللبنانية سرعان ما طغت، حيث اعترض طلاب «نادي الوفاء للرئيس الشهيد»، أي الطلاب المقربون من تيار المستقبل بالانسحاب احتجاجاً على ما سمَّوه انحراف النشاط الذي شاركوا في إعداده والدعوة إليه عن مساره، فبقي الاعتصام بالوتيرة نفسها تزخِّمه رقصات الصبايا اللواتي «صيَّفن باكراً» بالأعلام اللبنانية والفلسطينية و«يا جبل عالي ما يهزك ريح».
وكانت القوى الطالبية في الجامعة التي تتخذ من «النوادي الجامعية» إطارات لعملها قد اتفقت على إقامة نشاط تضامني مع غزة، وأقيم النشاط بحضور المدير خالد مراد والدكتور أسعد النادري، وغطى علم فلسطيني عملاق قسماً من المبنى الجديد الذي تم الانتقال إليه هذا العام.
الغناء الوطني للصبايا، وتلويحهن بالأعلام، وحرارة الطقس، لم تعكس جوَّها على كلمات ممثلي بعض النوادي التي كانت في معظمها باستثناء كلمات طلاب «نادي العروبة» و«نادي الرسالة» و«نادي الوفاء للمقاومة»، أقرب إلى العظات الدينية التبشيرية. فممثل نادي الحوار، عبد الكريم علو، الذي حملت كلمته عمقاً دينياً، دعا إلى العودة للدين لكي نحقق الانتصار، «وهو كلام على الرغم من أهميته ـ يقول أحد الطلاب ـ لكن فيه انتقاص من إيمانية شعب غزة وروحانيته».
وبعد كلمات لعدد من الطلاب، أعطيت الكلمة لممثل «نادي الوفاء للشهيد رفيق الحريري» الطالب عبد الغني حبلي الذي صعد إلى المنصة مع اثنين وقال: كنت أرغب في إلقاء كلمة في المهرجان المخصص لدعم غزة، لكنه تحول إلى مواضيع أخرى (دون أن يذكرها) وانسحب من الاعتصام ولحق به عدد قليل من المحسوبين على تيار المستقبل. وتأكيداً للتضامن والتكافل، قطعت كاميرا «إخبارية المستقبل» تسجيلها لوقائع النشاط وانسحبت احتجاجاً.
أكمل النشاط كالمعتاد، ولم ينفضّ الحشد، ولم ينقص، بل زاد على قاعدة إن من كان يرغب في مقاطعة سماع كلمة «الوفاء للشهيد» أراحته خطوة الانسحاب. وزاد من وتيرة إيقاع التضامن مع غزة التلويح بالأعلام اللبنانية والفلسطينية وبالدفاتر التي رفعت على بعضها صور للسيد حسن نصر الله.
وفي مخيم برج البراجنة اعتصم أطباء وممرضو وفنيو وطواقم الإسعاف في مستشفى حيفا تضامناً مع قطاع غزة وتعبيراً منهم على وحدة الصف الفلسطيني. وعبّر المعتصمون عن تضامنهم مع طواقم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني «الذين يلبون النداء في أقسى الظروف ليكونوا في الصفوف الأمامية لمساعدة الجرحى ونقل الشهداء». وطالب الدكتور شحادة ضاهر الأمم المتحدة باتخاذ موقف صريح وواضح من المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها أطفال فلسطين. ومساءً نفذت اللجان النسائية في حركة حماس اعتصاماً مماثلاً أمام عيادة الأونروا في المخيم.
بدوره عقد «لقاء الأحزاب اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية» في منطقة صيدا اجتماعاً تنسيقياً استثنائياً في منزل رئيس بلدية صيدا، الدكتور عبد الرحمن البزري. وتوقف المجتمعون أمام «هول الإجرام البربري الذي تتعرض له غزة وكل فلسطين من حصار وذبح وقتل وتدمير وإبادة جماعية، كانت نتيجته رفع مستوى المقاومة والصمود لدى شعبنا الفلسطيني، حيث استطاع دحر العدوان وفشل مشروع المحتل الغاصب».
ووجهوا دعوة مشتركة باسم اللقاء وبلدية صيدا للمشاركة في التجمع الجماهيري «تضامناً مع أهلنا في غزة وكل فلسطين»، عند الأولى من بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، في ساحة الشهداء ـ صيدا.
وفي روزنامة الأنشطة التضامنية لليوم، تقيم جبهة العمل الإسلامي اعتصاماً جماهرياً عقب صلاة الجمعة في مسجد الشيخ أحمد كفتارو في كورنيش المزرعة، يتضمن كلمات لكل من رئيس الجبهة، الداعية فتحي يكن والنائب السابق عدنان عرقجي.