غسان سعّود
لم تتحقق رغبة الأكثرية النيابية بنجاح الضغوط السعودية لمنع انعقاد قمّة دمشق. والأكثريون الذين باتوا شبه ملزمين إيفاد من يمثل حكومتهم في القمّة نتيجة اشتراط السعودية مشاركتها بتوجيه الدعوة إلى حكومة السنيورة، سيكونون أمام امتحان جديد في ظل ترداد البعض، وخصوصاً سمير جعجع، عدم موافقته على مشاركة ممثل للحكومة ينوب عن رئيس الجمهورية.
ذلك كله بعدما تأكد أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وضع دعوة لبنان في تصرف الأمين العام عمرو موسى الذي أبلغه نيته إيصال الدعوة إلى الرئيس السنيورة الذي «يتولى المهمات الرئاسية طبقاً للدستور اللبناني».
جديد القمّة هذا ينقل السجال الداخلي، بحسب أحد المتابعين، إلى نقطة اخرى، قد تكون المعارضة فيها أشد حرجاً من الموالاة. فمن جهة، يستقبل السوريون السنيورة كممثل رسمي للبنان، وينزلونه منزلة الرؤساء والملوك العرب، رغم كل ما قاله حلفاء سوريا وسوريا نفسها بحق الرجل.
ومن جهة أخرى، يبدو من كلام المعارضين أن السوريين لم يبلغوهم بالمخرج الذي سيوفرونه ليضمنوا مشاركتهم. كما فعل السعوديون، في القمة الماضية، يوم استقبلوا السنيورة كضيف شرف. مع العلم أن الوزير المستقيل فوزي صلوخ كان قد رأى أن إيفاد الوزير طارق متري كممثل للدولة اللبنانية هو توجه «غير ملائم وغير مناسب»، قبل أن يؤكد أمس في اتصال مع «الأخبار» أن المواد الدستورية قد التبست ربما على موسى الذي غاب عنه أن مجلس الوزراء مجتمعاً يحل محل رئيس الجمهورية لا رئيس مجلس الوزراء وحده.
ونفى صلوخ معرفته بتصور المعارضة للمشكلة الجديدة، مطالباً بسؤالها هي لا سؤاله هو، مشيراًً إلى أن الحل يقضي بتفاهم المسؤولين اللبنانيين على إرسال وفد يترأسه شخص «يشهد له بالحكمة». فيما يكتفي معظم نواب حزب الله بالتأكيد على ما ورد في بيان كتلة الوفاء للمقاومة من ضرورة حضور لبنان في القمة «شرط أن لا يُختزل الموقف اللبناني بوجهة نظر فريق واحد».
ويوضح أحد نواب «الوفاء للمقاومة» أن بحث التفاصيل ينتظر وجهة الدعوة الرسمية السورية ورد الفعل الأكثري عليها، اللذين، وعلى أساسهما، ستعلن المعارضة موقفها النهائي، مشيراً إلى احتمال أن يكون أحد قادة المعارضة وسط ضيوف الشرف في القمة، «ضيف سيستقطب الأضواء على الأرجح، ويجعل حضور السنيورة أو من يمثله ثانوياً» على ما يأمل النائب.
ويرى البعض أن التسليم لمتري أو غيره بتمثيل لبنان في القمة أمر مرفوض لأن متري يتحدث في معظم الاجتماعات كممثل لفريق من اللبنانيين، لا لكل اللبنانيين. فيما يحذر البعض من إمكان حصول رد فعل شعبي سوري غاضب على زيارة السنيورة أو من يمثله لدمشق في ظل مواظبة الأكثرية على مهاجمة الحكام السوريين ونظامهم.
في موازاة أجواء القمّة التي يشيع السوريون أنها ستكون واحدة من أنجح 4 قمم عربية على مستوى الحضور والبيان الختامي، يرى أحد نواب المستقبل الشماليين أن جلسة 11 آذار لانتخاب الرئيس لحقت برفيقاتها الـ15، إذ حكمت عليها مشاورات القاهرة بالتأجيل. مبدياً تخوفه من أن يؤدي عقد القمة بدون رئيس إلى تشريع عربي مرحلي لاستمرار الوضع كما هو.