باريس ـ بسّام الطيارةتشير المعلومات إلى أن فرنسا ما زالت تدعم المبادرة العربية، وأحاديث المسؤولين تؤكد أن باريس ليست «ضد المبادرة ولا بشكل من الأشكال». لكن السؤال الراهن هو: «ماذا يحصل إذا وصلت هذه المبادرة إلى طريق مسدود؟».
تقول دوائر فرنسية مسؤولة «إن الخطة ب موجودة في أدراج المسؤولين عن الملف اللبناني» رغم نفيهم الإعلامي لوجود «أمل بإطلاق أي مبادرة» فرنسية كانت أم أورو ـ عربية، ويتساءلون في مجالسهم الخاصة: «هل من الممكن لدولة مثل فرنسا أن لا تمتلك خططاً بديلة لأمور تتعلق بلبنان والجميع يعلم الاهتمام الذي توليه لهذا البلد؟».
وقد سألت «الأخبار» الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية باسكال أندرياني عما يوجد وراء زيارة المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى لبنان والمنطقة فأعادت، في التفاف حول السؤال، تأكيد دعم المبادرة بالقول: «لا يوجد على الطاولة إلا خطة الجامعة العربية»، رافضة الخوض في أي كلام على الـ«خطة ب». ورداً على سؤال آخر عن السفير فوق العادة جان كلود كوسران، قالت إنه «ما زال المبعوث الشخصي للوزير في هذا الملف»، رغم تسريبات تقول إن كوسران كان قد «أبعد عن الملف قبل أن يُعاد إليه» بعد فترة ناهزت شهراً ونيفاً.
ويلفت مراقبون إلى أن باريس لن تدخل على خط المبادرة العربية بشكل يمكن أن يضعها في حلقة اللوم إذا فشل عمرو موسى. إلا أنها لا يمكنها أيضاً الانتظار على حافة الطريق بينما ترى أن الأمور، رغم بوادر انقشاع الغيوم، تذهب في سبيل لا يوصل إلى حل قريب.
وباريس، كما يؤكد أكثر من مراقب، لا تنظر بعين الرضى إلى المناورة الأميركية الأخيرة التي تمثلت بإرسال البوارج إلى تخوم المياه الإقليمية اللبنانية. وكانت أبرز إشارة إلى هذا التأفف من الحركة الأميركية وتوقيتها هو ما صدر عن الأوساط الدبلوماسية الفرنسية التي أكدت أن باريس أخذت علماً بالتفسير الأميركي لهذه الخطوة كمؤشر إلى اهتمام واشنطن بالاستقرار في المنطقة، قبل أن يضيف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا «لا تأخذ على عاتقها هذا التحليل» لعملية إقحام القطع الحربية في لوحة الأزمة، وخصوصاً أن الأسطول السادس الأميركي موجود في المنطقة منذ سنوات وبالتالي فإن الإعلان عن اقتراب «كول» يدخل في سياق حرب إعلامية لبنانية وفلسطينية.
ويقول مصدر مطّلع إن أكثر ما يقلق الأوساط الفرنسية هو «هذا التماثل بين الملفين اللبناني والفلسطيني» الزاحف على صورة النزاع والذي يجعل أحد الفريقين في البلدين «غربياً مدعوماً من الغرب»، بينما الفريق الآخر «يبدو مستهدفاً من الغرب»، ما يفتح الأبواب العريضة على إدخال لبنان في إطار خلاف أوسع مما تقبل به باريس.