فداء عيتانيفي مراجعة سريعة للحياة السياسية اللبنانية، يمكن اكتشاف الظلم الذي تعرضت له المرأة، وهو ظلم مزدوج. فقد ظُلمت طويلاً في إبعادها عن هذه الحياة، وظُلمت مرة أخرى حين تم إدخال بعض النسوة إلى دائرة الحياة العامة، فعُدّ زوراً وبهتاناً أنهن يمثّلن النساء اللبنانيات، علماً بأن من لعب أدواراً عامة في السياسة من النسوة وصَلْن إما وراثة وإما قربى، وإما في عملية حسابات تجارية.
تستحق المرأة أكثر من مجرّد مقعد وزاري وكرسي نيابي. تستحق أن تُقدَّر تضحياتها التي قدمتها في أكثر من حقل، من الصراع اللبناني ـ الإسرائيلي، إلى النضال المطلبي، إلى كل مفاصل الحياة الرئيسية. وتستحق أن تحظى بتمثيل أكثر جدية لوجهها الجميل دائماً. وأكثر ما يجب أن تكافأ عليه المرأة في بلادنا هو تحمّلها وصراعها المستمر ضد أنظمة اجتماعية وسياسية وقضائية ذكورية لا ترحم، ولا تعامل النساء بصفتهن الإنسانية الكاملة. وربما أكثر ما تستحق التقدير من أجله النسوة هو تحمّلهن لسخافات السياسيين.
وفي يوم المرأة العالمي، كلّ ما يمكننا أن نقدّمه لنساء لبنان وردة حمراء.
فداء ...