أنطون الخوري حرب
تبدو القمة العربية المقبلة في دمشق محطة للمفاجآت التي تتخطى حسابات فريقي السلطة والمعارضة في لبنان حول العنوان الرئاسي للأزمة اللبنانية.
ففيما تتوقع أوساط السلطة أن يحمل جدول أعمال القمة في بنوده الرئيسية اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، شخصيةً توافقية لمنصب الرئاسة الأولى، بحسب ما أشاع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال جولته الخارجية الأخيرة، مطالباً الحلفاء الخارجيين للحكومة بممارسة الضغوط على سوريا لتضغط بدورها على حزب الله فيقبل بنصف تسوية قوامها الموافقة على سليمان من دون سلة الحلول التي يطالب بها الحزب وحلفاؤه ليحمل الرئيس الجديد في جعبته كل عناوين الحلول للقضايا المختلف عليها، تلوح في أفق جولة السنيورة مواقف مفاجئة لم يكن هو ولا فريقه يتصور طرحها بهذه السرعة وهذا الوقت الدقيق. والمفاجأة الكبرى في هذا السياق عدم التمسك الفرنسي الكامل بصيغة ترئيس قائد الجيش.
وأفادت إحدى الشخصيات السنية التي رافقت السنيورة في جولته عن الميل الفرنسي لترشيح اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لرئاسة الجمهورية على أسس توحي بتفلت الحكومة الفرنسية من التزامها بدعم قائد الجيش بعدما تحول ترشيحه، بحسب دوائر دبلوماسية، إلى مصدر اختلاف جديد مضاف إلى الخلافات العالقة.
ويأتي هذا التسريب حول التحول في الموقف الفرنسي في خضم «الطبخة» التي يجري إعدادها في ورشة التحضير لانعقاد القمة بغية الخروج منها بقرارات تنهي الأزمة اللبنانية بعد المساعي «التفاهمية» التي قام بها أكثر من طرف عربي ودولي في الأيام الأخيرة.
وأكدت مصادر حكومية أن اسم سلامة كان ورقة مستورة احتفظت بها الحكومة الفرنسية بعد شعورها بعدم جدية الإحاطة السياسية لدى الفريق السلطوي بترشيح سليمان الذي لم يواجه بتسليم عشوائي به من المعارضة. أما الفارق الذي يراه الفرنسيون بين حاكم البنك المركزي وقائد الجيش فهو تمتع الأخير بثقة فريقي السلطة والمعارضة، حتى إشعار آخر على الأقل، إضافة إلى عدم نفور سوريا والأطراف العربية الأخرى والدولية منه، لعدم انزلاقه إلى المتاهات التي قيل إن سليمان انزلق إليها متحولاً في نظر المعارضة إلى مرشح لفريق 14 آذار بعد ما أشيع عما سمي «تعهدات» قدمها إلى النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، ولم يقابلها أي تعهد منه لطمأنة القوى المعارضة حول «هواجسها المشروعة». وهذه التعهدات، بحسب الأوساط الحكومية نفسها، تتعلق بطريقة إدارة جلسات الحكومة وموقف سليمان الضامن لحماية بعض القرارات الجوهرية التي تهم الفريق الأكثري، فيما لم يتورط سلامة أمام من يراجعه في أي فخ من هذا النوع.
ويزيد في هذه العوامل قبول فريق السلطة بسلامة بسبب صداقته العريقة مع الرئيس رفيق الحريري الذي دعم وصوله إلى منصب الحاكمية في بداية التسعينيات، إضافة إلى موقف حزب الله الإيجابي منه.
هل يكون رياض سلامة ثمرة التوافق العربي والدولي على انعقاد قمة دمشق العربية، والمخرج الذي يبحث عنه فريقا السلطة والمعارضة للخروج من مأزقهما؟ وهل تكون القمة العربية المقبلة محطة لإعلان الفرج؟