فاتن الحاجتبحث مجموعة من الطلّاب عن مكان لها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية. تنشد المجموعة الاستقلال والتحرر من قيود الأحزاب و«إرهابها الفكري» وتبعيتها داخل الكلية، باعتبار أنّ الجامعة صرح تعليمي لا ساحة لنقل الصراع. لكن طموحات «اتحاد طلاب الآداب المستقلين» الذي يطرح نفسه كتجمع أكاديمي ثقافي تبدو كبيرة في كلية ليست بمنأى عن التشنّج السياسي أولاً، وتفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة الجامعية تالياً.
يعلن الطلاب رفضهم لواقع كليّتهم، «الوضع مزري، زهقنا السياسة والتشنجات، بدنا نرتاح، نحنا مش مع حدا، نحنا مع الكل، كنّا مضيعين الطريق ولاقيناها، قد ننجح أو لا ننجح لكننا مستمرون حتى النهاية...». يبدو أعضاء الاتحاد مصرّين على المضي في حركتهم رغم التهديدات والشتائم التي تلقّوها من بعض القوى الطلابية.
والمفارقة أنّ معظم ممثلي الأحزاب رحبوا بفكرة الاتحاد. فمسؤول حركة أمل حسين ضاوي أكد «أننا لم نرفض أحداً، وجميع الطلاب سواسية في التعامل السياسي، ونحن منفتحون على الاتحاد ومستعدون لأي تعاون يطلب منا». وعن التهديدات، قال: «باحة الجامعة مفتوحة على الشارع، وقد يكون أحد من الخارج قد رمى القصاصات التي تتضمن ألفاظاً نابية بحق التجمع». من جهته، أكد أحمد الرمش (تيار المستقبل) «أنّه لا يمكننا أن نعارض حركة مستقلة لكون الطلاب المستقلين هم الأقوى في أي مؤسسة تعليمية».
أما مسؤولة منظمة الشباب التقدمي، سارة العنداري، التي تستبعد أن يكون هناك طلاب مستقلون في الجامعات، أعلنت احترامها لحرية الرأي والتعبير.
يبقى أنّ المشكلة ليست في إبداء الرأي فحسب، بل في حضور الطلاب إلى الكلية الذي لا يتجاوز الـ10%. وقد يستدعي ذلك إعادة النظر في نظام التدريس والأساتذة وحقيقة الحاجة إلى الاختصاصات الإنسانية.