المنية ـ عبد الكافي الصمدتحتفل المنية غداً الأحد بالذكرى السنوية الثلاثين لأسر «ابن البلدة» يحيى سكاف على أيدي القوّات الإسرائيليّة. غير أنّ ذكرى هذا العام تختلف استعداداتها عمّا كانت عليه مثيلتها في العام الماضي. هذه المرّة كان سكاف حاضراً وحده من دون توتّر، إذ تراجعت حدّة الخلافات التي خيّمت حينها بنسبة كبيرة. فخلال العام الماضي، حاول مناصرو «تيّار المستقبل» إفشال الاحتفال الذي أقيم بالمناسبة، إذ عمدوا إلى قطع عددٍ من الطرقات الداخلية المؤدّية إلى مكان الاحتفال، إضافة إلى الطريق الدولي بعضاً من الوقت، ما حال دون وصول ممثّل رئيس الجمهورية السابق إميل لحّود وزير البيئة المستقيل يعقوب الصرّاف، وممثّل «حزب الله» النائب حسين الحاج حسن، ووفد السفارة الإيرانية. ولم يكتف المناصرون في المناسبة بمنع الشخصيّات الرسميّة السياسيّة والدينيّة من الحضور، إذ تعرّضوا للبعض منهم. إلّا أنّ تدخّل القوى الأمنية حال دون ذلك، ومرّ قطوع الاحتفال على خير.
أمّا هذا العام، فقد اختلفت الأجواء واختلف مكان الاحتفال، فقد ارتأى المنظّمون نقل الاحتفال من مطعم «مطلّ القمر»، الواقع عند أطراف المنية الشرقية، إلى وسط البلدة في قاعة «المركز الوطني للعمل الاجتماعي»، بهدف تجنيب المنطقة «إشكال» العام الماضي. كذلك عمد المنظّمون إلى توسيع مروحة أسماء المدعوين، بحيث تشمل طرفي الموالاة والمعارضة من أجل إعطاء المناسبة بعدها الوطني وإخراجها من الزواريب السياسية والشخصية والمناطقية.
وفي الوقت الذي أشار فيه منظّمو الاحتفال إلى أنّ «الاستعدادات اللوجستية والتحضيرات قد أنجزت»، موضحين أنّ «ما حصل العام الماضي لن يتكرّر، وخصوصاً أنّنا عمدنا إلى تفعيل التعاون مع الجهات الأمنية المعنية لضبط الأمور، وحصر أي تطوّر سلبي قد يطرأ». ولفت المنظّمون أيضاً إلى أنّ «بعض الوسطاء من وجهاء المنطقة وفاعلياتها أجروا اتصالات مكثفة بين الطرفين بهدف تهدئة الأوضاعفي موازاة ذلك، أمل شقيق الأسير جمال سكاف أن «لا يتكرر ما حصل العام الماضي، وأن يمرّ الاحتفال على خير»، مشيراً إلى «أننا طلبنا من الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها المطلوب منها في هذا المجال، لأنّ إقامة الاحتفال حقّ طبيعي لنا، كما لغيرنا الحقّ في إقامة ما يشاء من الاحتفالات، وأيّ محاولة لتعطيله من أيّ جهة، هي بمثابة اعتداء». ودعا سكاف المعترضين إلى «التضامن مع قضية الأسير، ودعمها بكلّ السبل، لا أن يكونوا رأس حربة ضدّها».
ونفى سكاف «الشائعات التي يحاول البعض نشرها في المنطقة من أجل التحريض على تعطيل الاحتفال»، واصفاً إيّاها بأنها «محاولات لا تعبّر عن أصالة المنطقة وعراقتها وتاريخها النضالي الطويل، بعدما قدّمت على امتداد السنوات والعقود الطويلة الماضية عشرات الشهداء والتضحيات في سبيل قضايا الأمّة، وعلى رأسها قضية فلسطين». كما أكّد أنّ «أيّ محاولة جديدة من هذا القبيل، من شأنها الإساءة للمنية وأهلها، ولقضية الأسير، وهو ما لا نتمناه أبداً».
يذكر أنّ الأسير سكاف اعتقل في الحادي عشر من آذار عام 1978 بعد العمليّة التي نفّذها بمشاركة 13 فدائياً لبنانياً وفلسطينياً على الطريق الساحلي قرب تل أبيب التي أدّت إلى مقتل 35 إسرائيلياً».
أما في بيروت فقد أرجئ اللقاء التضامني مع سكاف ودلال المغربي ورفاقها بسبب الضغوط وتعذر استعمال المكان المنوي عقد اللقاء فيه.