البقاع ـ نيبال الحايكوصل تلوّث حوض نهر الليطاني إلى «خطّه الأحمر». لم يعد البقاء على الحال نفسها وارداً، وبات البحث عن البديل الذي يقيه مياه الصرف الصحّي. فالنهر أو ما بقي من سواقيه يعاني اليوم أزمة حادّة في مياهه التي اختلطت فيها المياه العذبة بقساطل مياه الصرف الصحّي.
وأمام هذا الواقع، وجدت الدولة نفسها معنيّة ببناء وإقامة محطّات تكرير المياه الآسنة. وكان هذا البناء مقرّراً منذ سنوات، ولكن كما العادة، يحتاج العمل إلى اتّفاق سياسيّ مسبق. لا يهم الآن، فقد أبصر المشروع النور نسبياً، وقد أسهم في انطلاقته المفاجئة هذه سبب واحد هو أنّ خطر المياه الآسنة قد وصل إلى حدّه الأقصى. لذا انطلقت المرحلة الأولى من ورش العمل في محطّات جب جنين ومشغرة (جنوب سد القرعون) وصغبين وزحلة. ويخدم هذا المشروع مدينة زحلة وقرى قاع الرّيم وحزّرتا وسعدنايل وتعلبايا، على أن ينتهي العمل بهذا الجزء خلال سنتين. أمّا الجزء الثاني من المشروع والذي يأمل المشرفون ألا تتأخّر انطلاقته، فيستهدف استكمال محطّات تمنين والمرج ـ عنجر. وتجدر الإشارة إلى محطة جب جنين، التي انطلقت ورشة إقامتها في الدفعة الأولى، بعدما تكفّلت المصلحة الوطنيّة لنهر الليطاني بتقديم قطعة أرض للبلديّة فيها لإقامتها. وفي هذا الإطار، أوضح رئيس المصلحة المهندس علي عبود «أنّ المصلحة قدّمت عقارات عائدة لها لبناء محطّات التكرير، والباقي يقع على عاتق البلديات للتعاون في ما بينها لما فيه مصلحة مشتركة». ولفت عبّود، من جهة ثانية، إلى أنّ المحطّة في حال استكمالها قد تسهم في التخفيف من نسبة التلوّث في مجرى النهر.
وفي مقابل هذه الانطلاقة لعدد من المحطّات في البقاع، تواجه محطّة مدينة بعلبك المنجزة مشكلة التوقيف عن العمل بسبب عدم ربطها بشبكات الصرف الصحي منذ أكثر من 3 سنوات.
ولكن مع الانطلاقة، لا يزال العمل دون المستوى المطلوب، إذ يجمع بعض رؤساء بلديات حوض الليطاني على أنّ رفع التلوّث عن النهر وحوضه يحتاج إلى ورشة كبيرة على الصعيد الوطني، مشيرين إلى «أنّ تلوّث الليطاني بات مقلقاً ومزعجاً ويتهدّد حياة أهالي المنطقة».
وإلى جانب مشاريع محطّات التكرير السابقة، بدأت تظهر مسوّدة مشروع لمحطّة تكرير، مموّلة من الوكالة الأميركية للتنمية جنوب سدّ القرعون. ويتوقّع أن يُطلق عليها اسم محطّة عيتنيت للتكرير، على أن تعود ملكيّتها لبلديات عيتنيت ومشغرة والقرعون وبعلول، بهدف التخفيف من «تدهور نوعية مياه الليطاني وحماية مصادر المياه الأساسيّة في الريّ والزراعة».