ثائر غندور«هناك سياسيّان في لبنان يقولان الصدق عموماً، ويُمكن البناء على حديثهما، (الأمين العام لحزب الله السيّد) حسن نصر الله و(قائد القوّات اللبنانيّة) سمير جعجع. وكما تعرف، نصر الله ليس هو الرجل الذي تراهن عليه إدارة (الرئيس الأميركي جورج) بوش»، هذا ما ينقله الصحافي الأميركي فرانكلن لامب في تقريره المنشور يوم أمس في مجلّة «counterpunch» عن لسان أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب الأميركي.
ويقول لامب إن إدارة بوش بدأت تقتنع بأنه يُمكن الاعتماد على جعجع، «ولذلك فإنها باتت تفضّله على العماد ميشال سليمان».
الجديد في زيارة جعجع هو الزيارة في حدّ ذاتها. فلأشهر خلت، كانت الإدارة الأميركيّة، كما نقل الكثيرون عنها، ترفض إعطاء جعجع تأشيرة دخول، لأن الجمهوريين يخافون استغلال الديموقراطيين لهذه «المخالفة» في المعركة الرئاسيّة، لكون الصفة التي تتداولها معظم وسائل الإعلام الأميركيّة عن جعجع هي «مجرم حربوقد كتب يوم أمس أيضاً أحد المعلّقين في صحيفة «واشنطن بوست» أن جعجع «معروف كزعيم ميليشيا مسيحيّة برزت في الأيام القذرة، يوم كانت الميليشيات تقتل وتغتال في لبنان.
وتربط وسائل الإعلام جعجع بزمن الحرب. ثم تحوّل هذا الرجل بعد الإفراج عنه إلى مفتاح للسياسة الغربيّة في لبنان وعدوّ لسوريا».
ويضيف: «عدو عدوّك يحصل على تأشيرة دخول».
كما ينقل لامب عن عدد من أعضاء إحدى اللجان الفرعيّة في لجنة الشؤون الخارجيّة في الكونغرس الأميركي استغرابهم إعطاء جعجع تأشيرة الدخول، رغم أن القوانين الأميركيّة تمنع ذلك، ومنعها عن المغنيّة البريطانيّة آمي وينهوس بسبب مشاكل سابقة لديها مع المخدّارت.
يجيب الوزير السابق ميشال سماحة عن هذه التساؤلات عبر استعادة زيارة مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد ولش، في كانون الأوّل للبنان، حين وضع تقريراً عن وضع فريق السلطة، فوجد أن وضعه صعب. فالنائب وليد جنبلاط كان قد بدأ يبحث عن تسوية، فضلاً عن أنه مختلف مع جعجع. وقد نقل ولش هذا الواقع إلى باريس، وعرضه على كوندوليزا رايس ووزراء خارجيّة مصر والأردن والسعوديّة وفرنسا.
عندها جرى تكليف ولش وإليوت أبرامز الذهاب إلى لبنان لشدّ أزر فريق السلطة، وهذا ما حصل.
ويضيف سماحة أن تلك الزيارة أقنعت الأميركيين بدعوة جعجع، لأنه الأقدر على مواجهة زعيم التيّار الوطني الحرّ ميشال عون شعبياً. ويقول سماحة إن على المراقبين معرفة ما يحصل في الاجتماعات غير المعلنة التي تجري مع رجلَي الأمن في الإدارة الأميركيّة ستيفان هادلي وجون هامن.
وهذا الأمر يؤكّده أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجيّة في الكونغرس للامب إذ يقول: «جعجع مجرّب لدى فريق (نائب الرئيس الأميركي ديك) تشيني. فهو لا يهاب السوريين ولا الإيرانيين، ولم يساوم إطلاقاً. كما أنه الرجل المستعدّ للسير مع الأميركيين».
وتقول المسؤولة الإعلاميّة في القوّات اللبنانيّة، أنطوانيت جعجع، إن سبب الدعوة هو معرفة الأميركيين لحجم القوّات اللبنانيّة ودورها في الشارع المسيحي، كما أن ما يقوله جعجع للأميركيين هو ما يقوله في العلن في لبنان، وهمومه هي الهموم
اللبنانيّة.