عون مع ذهاب وفدين إلى القمّة: لا حلّ لدينا مع أنظمة معادية للبنان إلا بالمقاومةبدأ أمس سباق بين
«أفكار» وفد البرلمان العربي لمنع الانفجار الأمني، ونيات الحكومة بمقاطعة قمة دمشق، وفق خطة تتنوع عناوينها بين عدم استعجال انعقاد مجلس الوزراء وانتظار التأجيل الـ17، ثم إسقاط المشاركة بالتصويت


تسلّم «دولة السيد فؤاد السنيورة رئيس الحكومة في الجمهورية اللبنانية»، أمس، من الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني، الدعوة من نظيره السوري ناجي العطري، لحضور القمة العربية المقبلة في دمشق يومي 29 و30 من الجاري. إلا أن هذا التسلّم لا يعني توقع الردّ قبل القمة بأربعة أيام، أي موعد الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ردّ بات شبه محسوم بالمقاطعة. لكن «المناورة» تقتضي عدم إعلانه رسمياً في الوقت الحالي منعاً للاتهام بالاستجابة إلى الموقف الأميركيوبعد إعلان عدد من أركان الأكثرية رفضهم للمشاركة، وبالتالي حسم الخيار في هذا الإطار، بدأت الإشارات إلى مخارج المقاطعة، عبر قول الوزير ميشال فرعون إن الأولوية حالياً لحصول انتخاب رئيس في 25 آذار «وعندها يكون الجدل منتهياً حول موضوع القمة وحضورها ... وإلا فعدم الحضور، دون استباق اجتماع مجلس الوزراء الذي سيتخذ القرار المناسب بروح المسؤولية».
وقد استغرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رفض البعض المشاركة في القمة، متسائلاً: «إذا لم نشارك مع إخواننا في اجتماع دمشق فمع من نشارك؟ هل نشارك إسرائيل التي تنتهز الفرص لضرب لبنان؟». وطالب «بالكف عن العدوان على سوريا والأشقاء العرب والمسلمين»، داعياً «بعض السياسيين» إلى التعقّلstrong>وفد البرلمان العربي: لمؤتمر مصالحة

في هذا الوقت، برزت أمس رسالتان بشأن الوضع الأمني، الأولى عربية حملها وفد البرلمان العربي الذي التقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ثم نواب كتلة القوات اللبنانية: جورج عدوان، إيلي كيروز وفريد حبيب، فيما يلتقي بعد ظهر اليوم النائب العماد ميشال عون.
وقال رئيس الوفد محمد جاسم الصقر إنهم في لبنان «لمبادرة تختلف عن مبادرة الجامعة العربية، وتهدف إلى دعم الشعب اللبناني بعدم الانغماس في مواجهات أمنية، ثم إمكان إقامة مؤتمر وطني للمصالحة». وحذر من أن الوضع «هشّ»، وأن «الخلاف قد يصل إلى مواجهات أمنية»، وأن تداعيات أي انهيار أمني لن تقتصر فقط على لبنان والمنطقة. وأشار إلى أن الوفد سأل بري «لماذا لا يفتح المجلس النيابي الذي هو في النهاية يمارس الصلاحيات الدستورية وهو القيّم على مقدرات الشعب اللبناني؟»، وكان الرد بـ«أنه لا يستطيع من الناحية التشريعية أن يدعو المجلس بوجود حكومة غير شرعية، وخصوصاً موضوع العيش المشترك بين الطوائف، وأن المجلس النيابي مفتوح للجان ولانتخاب رئيس للجمهورية، وهو دعا لأكثر من 16 جلسة للانتخاب»، وأضاف الصقر: «نحن واجبنا كبرلمان عربي أن ندعم فتح المجلس النيابي بالطريقة الشرعية والقانونية». وذكر أنه سيشارك في قمة دمشق كرئيس للبرلمان العربي و«سنطرح قضية لبنان هناك إذا لم تحل القضية، ونأمل أن تحل في 25 من الجاري». وقد نقل عضو الوفد محمد الأمين، إلى بري، رسالة من رئيس المجلس الوطني السوداني أحمد إبراهيم الضاهر، أعرب فيها عن تقديره لجهوده «في سبيل وحدة لبنان وأمنه وسلامة مواطنيه، والحفاظ على استقلاله ودرء تآمر القوى المتربصة بشعب لبنان الأبيّ، وعلى رأسها إسرائيل».
وقال النائب عدوان، بعد لقاء الوفد، إن «دور الإخوة العرب يكمن في رفع التدخلات الخارجية العربية، وخصوصاً عن لبنان. فهذه هي المساعدة القصوى التي يمكن أن يمنحونا إياها». ورأى أن المشكلة في لبنان «ليست مشكلة مشاركة إطلاقاً»، بل هي «قيام الدولة»، وتمنى «فصل معركة الرئاسة عن أي أمر آخر»، داعياً إلى «انتخاب رئيس للجمهورية، ثم البحث في القضايا الأخرى».

كرامي: لا انتخاب
رئيس بدون مشاركة


أما الرسالة الثانية فكانت أوروبية، وعبّر عنها سفير إيطاليا غبريال كيكيا الذي التقى في الشمال الرئيس عمر كرامي والنائب مصباح الأحدب ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معلناً أنه سأل من التقاهم «أين تذهب المنطقة وأين يذهب لبنان؟»، ومشيراً إلى أنه سيلتقي في الأيام المقبلة مسؤولين في المعارضة والموالاة في بيروت والجنوب، لكنه وضع تحركه في إطار دعم أوروبا للمبادرة العربية، قائلاً: «لا نملك حلولاً للأزمة، بل نساعد في إيجاد هذه الحلول ونساعد أصدقاءنا اللبنانيين ليتمكنوا من استعادة منطق الحوار والثقة المتبادلة بينهم». ووصف الوضع بأنه دقيق وأن «النصف الثاني من آذار هو فترة مهمة لأسباب متعددة».
من جهته، ربط كرامي موقف الموالاة من القمة العربية بوجود إرادة أميركية «بتفشيل هذه القمة لتفشيل سوريا». ورأى أن «وثيقة البيال» لم تأت بجديد، مضيفاً «في الحقيقة، أنا رحبت بمؤتمر الربيع الذي عقدوه، لأنهم قالوا إنهم سيحددون موقفهم من كل النقاط المطروحة وخصوصاً في ما يتعلق بسياسة لبنان وإلى أين يؤخذ لبنان في هذه السياسة، وعندما كنا نقول إنهم يسيرون مع المشروع الأميركي، وهذا يعني المشروع الصهيوني، كانوا يرفعون الصوت ويقولون لا يجوز هذا التخوين، واليوم تأتي الأيام لتثبت أننا لم نكن على خطأ». وقال إن المعارضة «لن تذهب إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد»، بدون حل يوفّر المشاركة «حتى لا يؤخذ لبنان إلى غير ما هو مخلوق من أجله»، مشيراً إلى «أن الحل الوحيد هو حكومة حيادية وقانون انتخاب جديد، وإجراء انتخابات بأسرع ما يمكن لإعادة تشكيل السلطة».
أما الأحدب فقد اشترط لنجاح القمة انتخاب رئيس للبنان في الوقت المحدد، وقال إن المقاطعة «ليست مقاطعة للقمة العربية، بل رفض لإعطاء صك براءة للسوريين، على طريقة استعمال نفوذهم في لبنان». وكشف عن إمكان توسيع الحكومة، و«إذا كانت هناك أي استفزازات في الشارع، فنحن لن نتراجع عن حقوقنا الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية».
وبرزت أمس «وليمة» أقامها الرئيس أمين الجميل لسفراء 9 دول عربية والقائمين بأعمال 4 دول أخرى والوزير المفوّض في الجامعة العربية عبد اللطيف ماضي، وأشارت المعلومات الموزعة عن الغداء إلى أن المضيف «أطلع المدعوّين على التحركات التي قام بها أخيراً، والمتمثلة بالجولة العربية، كما وضعهم ببعض المعطيات التي تتعلق بالحوار الرباعي وبالقمة العربية».
كذلك التقى النائب ميشال المر، أمس، سفراء: مصر أحمد فؤاد البديوي، الصين ليو زيمينغ، والتشيكي ماريل سكوليل، وكشف عن اتصالات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مؤكداً أنه «لا توجد أسباب جديدة تستدعي عودته إلى بيروت». ورأى أنه لا انتخاب رئاسياً قبل قمة دمشق ولا تمثيل للبنان «عبر الحكومة الحالية». وتوقع أن يتعامل الرئيس السوري بشار الأسد الذي «سيرأس القمة لمدة سنة» مع الملف اللبناني «بكل إيجابية». وبرر اتهامه لنواب تكتل التغيير والإصلاح بـ«تعطيل انتخابات الرئاسة»، بأنه كان رداً على الدكتور علي الحسن «للتخفيف عن العماد عون لأنه صديقي وسيبقى».

«يمدّون اليد وفيها شوك أو خنجر أو سم»

وإثر ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، وصف العماد عون، مبادرة «البيال» واليد الممدودة بأنها «كلام كلام كلام»، وقال: «في أحيان كثيرة يمدون اليد ويكون فيها شوك أو خنجر أو سم. لا يمدون يداً نظيفة». ورأى أن «من يحب الحياة لا يهدد بحرق الأخضر واليابس والأبيض والأصفر. ولا يراهن على حرب يكون حليفاً فيها لإسرائيل ويفتح جبهة في الجنوب وجبهة خلفية لضرب قسم من اللبنانيين»، سائلاً: «هل صحيح أنهم يحبون الحياة؟ أو يحبون المشاكل والاغتيالات؟». ورأى أن «المبادرات كلها التي أتت تريد إقصاء المعارضة عن المشاركة الفعالة في إدارة البلد ومنعها من التأثير في القرار». وكرر رفضه لـ«طائف دولي يفرض علينا حلولاً جديدة، ولكن نرحب بطائف لبنان»، داعياً إلى البدء بتنفيذ الطائف الأول.
وعما قيل عن الرفض الأميركي للتوطين، قال: «نريد أن نسمع هذا الكلام من الولايات المتحدة لا من زائر (سمير جعجع) إلى أميركا». ولم ير رابطاً بين وجود البوارج الأميركية في المنطقة والرد المنتظر لحزب الله على اغتيال عماد مغنية، قائلاً إن الرد «يمكن أن يأخذ وقتاً، فهل الحلف الأطلسي سينتظر شهوراً وسنوات أم سيأخذ هو المبادرات؟».
وقال: «نحن متمردون على قرار لا يعطينا حجمنا الطبيعي في لبنان ولا يسمح لنا بأن نقوم بدورنا. ليس لدينا حل مع أنظمة قائمة معادية للبنان إلا بالمقاومة. المقاومة تكون في بعض الأوقات سلمية، وأوقات أخرى تكون ذات طابع ثان، وندافع عن أنفسنا بالسلاح، نحن مقاومون في الأساس. هذا تاريخنا. في سبيل وجودنا نضحّي بالأخضر واليابس، ولكن لا نحرق الأخضر واليابس في سبيل غاياتنا غير السليمة». وأبدى تأييده لتمثيل المعارضة والموالاة في القمة العربية، مبرراً ذلك بأن «على العرب أن يستمعوا إلى الاثنين معاً لأنهم كل مرة يستمعون إلى وجهة نظر واحدة».
وكان التكتل قد بحث التشويش «من محطة الإرسال في جورة البلوط على محطتي الـOTV و«المنار» اللتين كانتا تنقلان احتفال التيار الوطني الحر، لافتاً إلى استنسابية على مستوى موزعي المحطات التلفزيونية، وملوحاً بإمكان فتح مكاتب توزيع «خاصة بنا». وعلق على قضية تضامن المثقفين مع بول شاوول بالقول: «أهلاً وسهلاً بمن يريد أن يقارع الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر، ولكن لسنا على استعداد لأن نقارع العواء بالعواء، والكلام والفكر بالشتائم».
ومن المواقف على وثيقة البيال، دعا النائب علي بزي «الذين يتكلمون عن ثقافة الوصل والقطع» إلى العمل «على ثقافة الوصل لا القطع». ورأى النائب السابق ناصر قنديل أن الوثيقة «كانت مملّة بعد سقوط النص الحربي الذي كان معداً للقول إن الشريك في الوطن قاتل»، فيما رأت فيها حركة النضال اللبناني العربي «كلاماً عنصرياً وعبارات تخوينية»، و«مشروعاً خطيراً على لبنان ووحدته». وأشار لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية إلى أنها تثبت مدى ارتباط «فريق 14 شباط بالمشروع الأميركي الصهيوني».
على صعيد آخر، اتهم حزب الاتحاد «ميليشيات فريق السلطة» بوضع المتفجرة قرب منزل دار خلدة، بهدف «التأزيم واستخدام أساليب التخويف المكشوفة». ورأى تيار التوحيد أن «أي اعتداء على أرسلان أو الحزب الديموقراطي هو اعتداء على التيار مباشرة، لما يمثله من قيمة سياسية وطنية بالنسبة إلينا وللمعارضة».