فاتن الحاج«تعوا تعلّموا أطيب حشوة كبّة بالعالم»، ينادي الشيف عفيف هاشم، بحماسة لافتة، طلاب صف «2 Food preparation» في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU). يترك الطلاب المنهمكون في تحضير أطباق أخرى، ويتحلّقون حول الشيف، «فهناك سر جديد من أسرار المطبخ اللبناني ينتظرهم». يطلب الشيف من طلابه إحضار مستلزمات الطبق بأنفسهم من بهارات ودقة الكبّة والملح وغيرها. يُخطئ الطلاب في تقدير نوع البهار المطلوب. يصرخ الشيف « It’s an oriental food ، معقول نحطّلّو بهار أبيض؟». ويسأل: «وين البصل ما تقولولي إنّو حطّيتوه بالبراد ما بيسوى! شو رأيكن قديش منحط لحمة يلّلا خلصوني أنا ما بعرف». ثم يباغت الشيف في زاوية أخرى طالبتين تنكبّان على إنجاز عجينة السبانخ، فيعلّق ممازحاً: «شو ها العجينة الفاشلة، وين زيت الزيتون يا جيفهكذا بين الضحك والجد، يمضي 15 طالباً 5 ساعات كل نهار جمعة من كل أسبوع في المختبر التابع لقسم الفندقية والسياحة (Kitchen lab). يُقبل الطلاب على المقرر الاختياري «2 Food preparation» من اختصاصات إدارة الأعمال والتسويق والتربية وغيرها، ولا يكلّفهم الـ«course» سوى اتّباع تعليمات الشيف عفيف للاستمتاع بالوقت والإفادة من الملاحظات التي تميّزهم عن كل طلاب الفندقية في الجامعات، على حد تعبير دالا ريشاني.
اختارت دالا «2 Food preparation» بعدما أنجزت «1 Food preparation» و «baking and pastery» وهي مقررات اختيارية لا تختلف عن أيّ موادّ أخرى (credits 3 لكل مقرر)، لكن الجو مع الشيف عفيف ممتع جداً، تقول دالا، كاشفة أنها لم تكن تعرف كيف تفتح علبة «التونا» في السابق.
وقد شَغَل تقطيع البندورة والبصل والفليفلة دانا مكحل التي بدت متحمّسة للحديث عن الطريقة الصحيحة لاستخدام السكين وأنواع «التقطيعات» التي تعلّموها في المقرر الأول الذي انطلق للمرة الأولى في الجامعة في الربيع الماضي. «استغنيتُ كلياً عن الديليفري وبتُّ أعتمد على نفسي في تحضير الطعام، وخصوصاً أنني أسكن بمفردي في الفواييه».
أما لين، «فقد باتت والدتها تستشيرها في مقادير بعض الأطباق، واضطرت إلى التخلي عن قطتها في البيت مراعاةً للنظافة التي يتطلبها تحضير الطعام».
وبما أنّ الموظفين في الجامعة يستطيعون متابعة بعض المقررات، تجتاز الموظفة في فرع الجامعة في جبيل سوزي سابا المسافة بين جبيل وبيروت للالتحاق بمقرر الطبخ «أنا إم لولدين وبحب اتعلم الطبخ على أصولو لأنو في كتير أكلات ما بعرفها». ومع أنّ سوزي ليست مجبرة على تقديم الامتحانات لكون المقرر لا يخوّلها حيازة الشهادة كباقي الطلاب «بس لازم جيب A». ولا تخفي سوزي التعليقات التي سمعتها من أولادها حين علموا أنّها ستخضع للمقرر «الله يستر شو بدها تجرّب فينا!».
من جهته، يصف جيفري مكلم المقرر بالمسلي «وخصوصاً إنّو الشيف بيعمل جو، والمهارات التي تعلمناها تفيدنا إذا قررنا العيش بمفردنا».
أما الشيف عفيف، فيركّز على الحضور الإلزامي، ونظافة الثياب وتقليم الأظافر، ويوكل إلى الطلاب مهمات تنقلهم إلى أسرار المطبخ اللبناني والعالمي. ويسرد بعض المواقف الطريفة التي تواجه الصف، منها أن يخلط الطلاب بين الطنجرة و«casserole» أو أن البعض يستفرد بتذوق كل الطعام ولا يترك شيئاً لرفاقه. ويقول الشيف عفيف: «لا يشعر الطلاب بالملل فالبرنامج غني، وباستطاعتهم أن يرتاحوا دقائق معدودة، وخصوصاً بس يكون الأكل على النار».