فداء عيتانييستعصي الواقع اللبناني على قوانين عدة، القوانين الاقتصادية مثلاً، والقوانين الجدلية التي اكتشفها المغفور له على إبداعاته كارل ماركس. يستعصي الواقع المحلّي على قانون التراكمات والتحولات، وعلى قاعدة عدم تكرار التاريخ لنفسه. وتكفي مطالعة كتاب فواز طرابلسي عن تاريخ لبنان الحديث لتكتشف أن هذا الواقع في جبل لبنان يكرر نفسه ودائماً كمأساة، ولا يمل التاريخ تكرار نفسه حدّ السأم.
وربما من الظلم القول إن التاريخ يكرر نفسه، والأصح أن هذه القبائل التي استوطنت أرض لبنان على فترات تاريخية مختلفة، تكرر معاصيها دون أية نية في الاستفادة من الدروس المرة التي أنتجتها هي ذاتها، فتعود إلى البحث في كيفية إعادة تكرار المآسي التي سبّبتها منذ عقود قليلة.
العلم لا يجتمع إلى الجهل، والثورية لا تتكئ على الإقطاع للتغيير. لا حل إلا بتأسيس مجتمع مدني فعلي، واعتماد المواطنية كقاعدة انتماء، وتقليص هامش النهب المنظّم وفساد الدولة ودولة الفساد.
والطائفية لا تنتج إلا 1840، 1860، 1958، 1975، 2007، وقس على ذلك...
فداء...