نادر فوزتتابع الشعوب العربية، عبر شاشات التلفزة، جلسات القمة التي بدأت في دمشق وتستمرّ حتى نهار الأحد. تطلّ جبهة «الاعتدال» العربي على الأمة مؤكدةً فشل القمّة على كل الأصعدة، وفي المقابل اعتراف سوريا بفشل إمكان حلّ الأزمة اللبنانية، على الأقل ما دام اللبنانيون قد «أضاعوا فرصةً ذهبية».
أصبح واضحاً للبنانيين أنّ مرحلة القمّة لن تحمل لهم أي جديد، بل ستكون محطة تطوير للأزمة، وهذا ما تؤكده معلومات المعارضة التي ترى أن «السيناريو نفسه والضغوط الأميركية إلى مزيد من الارتفاع»، مؤكدة حرص بعض العرب، وفي مقدّمتهم السعودية، على متابعة معركتها ضد المعارضة.
عند الحديث عن الضغوط الغربية على المعارضة، تتحدث الأخيرة عن المدمّرة كول، وكيف استُقدمت، عبر كشف حوار بين النائب وليد جنبلاط ورئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي إليوت أبرامز. (أبرامز: «حديثك (جنبلاط) هذا يشكل تراجعاً ويؤثّر على قوى الموالاة، مما يمكن أن يؤدي إلى إضعاف 14 آذار وضعضعتها»، فيجيبه جنبلاط بالقول: «أنا أعيش في بلد لا يوجد فيه توازن عسكري، ومحكوم من أطراف تدعمهم سوريا، فمن سيقاتل عنّا؟ وماذا ستفعلون لحمايتنا؟ وماذا عن الحدود السورية وسلاح حزب الله؟». فيأتي ردّ أبرامز: «أحمل تطميناً من مجلس الأمن القومي. نحن معكم إلى أقصى الحدود، وسوف نتدخّل في الوقت المناسب عبر أي وسيلة كانت، إن احتجتم إلى أساطيل أو قرارات دولية أو حتى تدخل إسرائيلي، لكم ذلك، ونحن مستعدون لكل شيء»). معلومات المعارضة تحمل أيضاً تفاصيل للقاءات الزعيم الأكثري الذي استقبل بعد بضعة أيام أبرامز، مصطحباً مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، كـ«تطمين مبدئي ومعنوي أولاً، ثم تطمين مادي ملموس عبر مرابطة كول قبالة السواحل اللبنانية». وهو ما حدا بجنبلاط إلى أن يطلب من رئيس الحكومة عدم الخجل من وجود السفن الأميركية أمام شواطئنا.
السيناريو نفسه إذاً، ووتيرة الضغوط إلى تصاعد، لكن عنوانها الأساسي سيكون «ترميم أو توسيع الحكومة التي يسعى طرفان محلّيان إلى توتير الأمور في الداخل بهدف الوصول إلى قرارات دولية من خلالها»، حيث ترى المعارضة أن جنبلاط وسمير جعجع سيعملان في هذا الاتجاه. وخوفاً من تدهور الأوضاع في الداخل، أعاد الرئيس بري اقتراح الحوار الوطني كي لا يؤدي أي تصعيد سلطوي إلى تصعيد مضاد، وإن كانت المعارضة لا تعوّل على نتائج باهرة للحوار، وترى أن «النقطة الإيجابية تكمن في إمكان مساهمته في امتصاص التوتر». من الأزمة اللبنانية إلى الأزمة الكبرى التي يتحدث البعض أنها قد تؤدي إلى تدخل عسكري أميركي، لكن «السياسة الأميركية رجراجة»، بحسب ما تراها المعارضة، وواشنطن منهكة في العراق، والوضع الاقتصادي الأميركي يزداد تراجعاً، مما يصعّب احتمال هجوم عسكري. لكن «بعض الفاعلين في الإدارة الأميركية لديه رغبة في خوض معركة، حتى مع غياب خطة فعلية».